وجع ُ الرصيف ِ والرغيف !

أخبار البلد-

 

لست ُ ناطقا ً رسميّا ً « أو متحدثا ً « بــ ِ اسم الموجوعين الذين يقتعدون الأرصفة أو المُتْعَبين الذين يجوبون الشوارع والحارات بحثا ً عن قمح ِ أيّامهم و عن ورد ِ هوائهم .

لست ُ الناقل الرسميّ لما آلت إليه أحوالُهم .. لكنّني ، و في الأوقات كلّها ، كنت ُ واحدا ً منهم ولم أختبيء وراء الشبابيك والأبواب لكي أقول كلاما ً مُزوّقا ً عن الرصيف وأهله وساكنيه و المنتظرين عنده .

كنت ُ ، في الكتابة والحبّ والحزن والبؤس و البأس و البهجة القليلة ، أرفع إلى الشمس عناوين وجعهم لكي يراها الآخرون .

أرفع الكلامَ الذي يقولونه في الرصيف والمقهى و عند عربة ِ الترمس ، و أرسله إلى عينِ الشمس لكي يظهر ناصعا ً من غير سوء !

هل يحتاج القهر إلى « نصاعة ٍ إضافيّة ٍ « و إلى توضيح ٍ إضافيّ ؟

ربّما ، وأكثر ، كأن ْ يحتاج المقهورُ إلى « صراخ ٍ « في العراء لكي يرجع صداه إلى الشوارع المكتظّة وإلى الأسواق وإلى الدكاكين التي يبلغ المقهور عندها ذروة وجعه !

و كأن ْ يحتاج المكلوم إلى « مساحةٍ ناصعة « للحزن ِ و مكان ٍ يليق بذاكرته التي أُطْفِحت انتظارا ً و تعبا ً و خبزا ً ناشفا ً !

لا ينفعُ كلامٌ من غير وجوه واضحة للفقراء تظهر في النصّ ،

و لا ينفع هتاف من غير سيرة عنوانها رغيفُ الخبز والماء التي لم يلوّنها الصدأ !

لن ينفع الحبر ما دمنا نواري وجع المهموم و نوارب الأبواب المطلّة إلى بؤسه !