رجال الأردن... إنه وقتكم
بعد هذا الفاصل الطويل والمزعج وبعد الصمت الطويل المطبق وبعد كل هذا الصراخ غير المجدي وبعد كل محاولات جر البلد لفتن هو بغنى عنها، وبعد كل هذا الكم الهائل من الفساد ومن المسيرات والإعتصامات والحرق والإعتداءات والإتهامات بالعمالة والتخوين والبلطجة أو بالوطنية ... فحتى الخوف على الوطن أصبح الآن تهمة جديدة من البعض، بعد كل هذا وقبل أن تأخذ الأمور منحنى أخطر وقبل أن نصل إلى نقطة الإنفلات الأمني وضياع هيبة الدولة أمام الموالاة والمعارضة وأمام الفاسد والمصلح على حد سواء... أتوجه إلى كل أصحاب الرأي والمشورة والغيرة على هذا البلد أن يتحملوا مسؤولياتهم.
أتوجه بكلامي لكل غيور على هذا البلد وحريص ومتابع للمشهد المحيط بنا من كل جانب، وأناشده أن يقدم النصح والمشورة للحكومة الحالية وعدم قطع أي وسيلة أو سبيل للتشاور ومراقبة أداء الحكومة وعدم ترك الأمور تسير كما كانت بالسابق، أي الإنتظار إلى أن تقع الكوارث وبعد مشاهدتنا للنتائج نبدأ بالدفاع عن أنفسنا ومحاربة غيرنا، الأردن بلدنا وموطننا وبيتنا الكبير يستحق منا أن نفديه بالمهج والأرواح، وأن نتقبل الجميع بروح أخوية، ونؤمن فعلا ومضمونا بأن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، نعيش إخوانا متحابين لكل منا وجهة نظره بالحياة وأسلوبه الخاص بالتعامل مع الأمور، فنحن نعيش في زمن التطور والتقدم التكنولوجي الهائل والذي أصبح فيه لكل منا رأيه ورؤيته الخاصة للأمور.
أن يكون هناك معارضة وموالاة ليست هناك أي مشكلة بل هذه هي الحياة السياسية الطبيعية، ولكن أن يكون هناك تخوين واتهامات جزافية وإقصاء لبعض الأطراف دون دليل أو برهان، فهذا غير جائز وغير مقبول أبدا، فعلينا بالأردن الحبيب فتح صفحة جديدة في كل مجالات حياتنا السياسية والإقتصادية والإجتماعية بعيدا عن الإقليمية التي يحاول أعداء الأمة ايجادها وتجذيرها بيننا حتى لا نحلم يوما بالوحدة، وبعيدا عن كل ما يثير الفتن دون فائدة مرجوة للوطن والمواطن، الأردن جزء من وطننا العربي الكبير وجزء من أمته الإسلامية تأثر وما زال وسيبقى يتأثر بكل ما يدور من حوله من أحداث نأسف للكثير منها، ولكن رجائي الحار واستغاثتي هذه أوجهها لكل من يحب الأردن ويخاف على مصلحته ويحرص على أمنه واستقراره أيا كان توجهه أو فكره أو أصله أو منبته ... وأقول لهم لنبذل كل ما بوسعنا للمحافظة على هذا البلد ولمنضي به قدما نحو التطور والتقدم والإزدهار.
من الواجب الشرعي والأخلاقي على كل صاحب رأي سديد أو خبرة عميقة وطويلة أو تجربة ناجحة ومثرية تقديم المشورة والتي تبدأ بالنصيحة لولي الأمر وهو قائد البلاد الملك عبدالله الثاني حتى تصل حتى أصغر مواطن في هذا البلد الطيب، ويجب على أصحاب الخبرات الطويلة والعقول النيرة عدم البخل علينا وعلى الوطن ونرجو منهم ألا يحرموا هذا البلد من طاقاتهم حتى وإلم يحصلوا على فرصة ذهبية مناسبة أو يتقلدوا منصبا مهما في الدولة، لنسعى لأن يكون الأردن في مصاف الدول المتطورة تكنولوجيا مثل سنغافوره مثلا؟!... وهذا ما كان قائد البلاد يأمل به منذ توليه الحكم، لهذا أتوسل للفاسدين الذين أعاقوا حركة النهوض بالبلد ووضعوا أمامها آلاف الصخور والعقبات أن يبتعدوا عن طريق الإصلاح ويريحوا البلد منهم فهو بأمس الحاجة لتصويب أوضاعه من الويلات التي جروها وجلبوها إليه، فقد أنهكوا البلاد وجوعوا العباد وأرهقوا كامل الدولة بمليارات كثيره وأكثرها من ديون خارجية مسلطة علينا كالسيف وتتحكم بنا وبقراراتنا السيادية.
أتمنى على الحكومة أن تكون جريئة وصادقة في إطلاق حوار حقيقي لا يتعدى فيه أحد على أحد ولا يهضم فيه طرف على حساب الآخر، حوار شامل وكامل لجميع مناحي حياتنا دون شروط مسبقة ولا حجج واهية، ولكن نريده حوارا حقيقيا وبدون خلوات ولا اجتماعات في فنادق خمس نجوم وبدون مياومات مكلفة ... نريده حوارا صريحا بقلوب حبلى بحب الوطن والخوف عليه والتي لا يمكن أن يكون نتاج اجتماعاتها إلا ولادة كل خير وعطاء لهذا البلد.
وأقول لدولة رئيس الوزراء وزير أنت الآن على رأس السلطة التنفيذية وأنت رجل قانون والمحافل الدولية تشهد لك، نريد منك حلا قانونيا وسريعا وناجحا لكثير من القضايا التي تم الإحتفاظ بها في أدراج الحكومات السابقة، ونريد من الحكومة بعض القرارت السريعة وغير المتسرعة والتي لها صدى طيب بل وجزء منها مطلب جماهيري من أحرار هذا البلد وكل أبناء الأردن أحرار ... ومن بينها مثلا:
الإفراج عن أحمد الدقامسة فورا وبدون مماطلة، والإفراج عن جميع السجناء السياسيين إن وجدوا، والإفراج الفوري عن السلفيين الجهاديين ممن ثبت أنهم غير مرتبطين بالعنف أبدا، والكشف عن مصير قضايا الفساد الكثيرة التي تم كشفها مؤخرا، وبدأ الحوار الذي تحدثنا عنه في الجملة السابقة.
هذه بعض المطالب السريعة والتي لا تكلف الحكومة أي مردود مالي ولكن أكثرها مطالب حثيثة وحقيقية للكثير من أبناء هذا البلد الطيب، اللهم احفظ الأردن وكل بلاد العرب والمسلمين وأجعل القادم خيرا من هذه الأيام التي تحير كل لبيب إنك على كل شيء قدير.
Abomer_os@yahoo.com