هل ستقلب إصابة ترمب بكورونا الموازين الانتخابية الأمريكية؟

اخبار البلد- 

إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن إصابته وزوجته ميلانيا بفيروس كورونا الجمعة الماضية، أحدث ردود فعل متباينة حول مدى تأثير ذلك على مسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجري في الثالث من شهر تشرين الثاني/نوفمبر القادم وما إذا كان ذلك إذا سيؤثر على فرصته للفوز بفترة رئاسية ثانية في البيت الأبيض. وخاصة أن هذه الحادثة جاءت بعد أيام قليلة من مناظرته الشهيرة مع خصمه الديمقراطي جون بايدن والتي قيل أنها رجحت كفة بايدن بحسب استطلاعات الرأي العام التي أجرتها الفضائيات والصحف الكبرى في أمريكا واوروبا، حيث أكدت شبكة CNN أن 6 من كل 10 أشخاص قالوا إن بايدن فاز بالمناظرة، وان 28% فقط قالوا إن ترمب هو الفائز. كما نقلت الشبكة عن مستشار لترمب قوله إن «وضع ترامب الصحي خطير ومثير للقلق» وأنه يعاني من بعض المشاكل التنفسية.

وحسم موقع The National Interest الأمريكي الشهير ورئيسه الفخري وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، موقفه بالقول إن ترامب لم يكن الفائز دون الإشارة لبايدن. ورجحت صحيفة الإندبندنت البريطانية كفة بايدن بحسب العينة التي تم استطلاع آرائها.

إصابة ترمب بفيروس كورونا ووجوده في الحجر الصحي لمدة لا تقل عن عشرة أيام بالإضافة إلى فترة نقاهة أخرى، يعني أنه سيكون مضطرا لإلغاء الكثير من جولاته الانتخابية في طول البلاد وعرضها كما يعني أن خصمه اللدود المرشح الديمقراطي جو بايدن سيستغل هذا الفراغ ليظهر لجمهور الناخبين أن البرنامج الصحي الذي طبقه ترمب للتعامل مع ملف فيروس كورونا لم يكن موفقا والدليل على ذلك انتشار الفيروس في أرجاء الولايات المتحدة وما نتج عن ذلك من إصابة الملايين ووفاة أكثر من مئتي ألف أمريكي..

وكان ترمب قد قلل في بدايات أزمة كورونا من خطر الفيروس، وسعى جاهدا لتحويله إلى قضية سياسية واقتصادية ضد الصين، بل أنه رفض ارتداء الكمامة كما رفض أن ينصح مواطنيه بارتدائها، ساخرا من غريمه الديمقراطي جو بايدن الذي كان يحرص على ارتدائها على الدوام.

ولكن ومع انتشار فيروس كورونا في العالم كالنار في الهشيم وإصابة ووفاة الملايين جراء ذلك فقد اضطر ترمب الى التراجع عن مواقفه السابقة تخوفا من إصابته بالفيروس الأمر الذي قد يترك على الحزب الجمهوري، عواقب كارثية فيما يتعلق بنتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة ولذلك بدء يظهر مرتديا كمامة.

وهنا يلزم التذكير بأنه أصيب في أوقات سابقة عدد من زعماء العالم ممن كانوا قد أنكروا في البداية، خطر جائحة كوفيد19 تماما كما فعل ترمب، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، ورئيسة بوليفيا جانيني آنييس ورئيس هندوراس خوان أورلاندو هيرنانديز ورئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو قبل أن يتم حجرهم وتعافيهم في نهاية المطاف.

وكردة فعل طبيعية على إصابة ترمب بفيروس كورونا، فقد تراجعت أسعار الأسهم وأسواق المال الآجلة في الولايات المتحدة ، كما تراجع مؤشر داو جونز 1.7 في المئة ومؤشرستاندرد اند بورز الأوسع انتشار بنسبة 1.6 في المئة، فيما ارتفع الين مقابل الدولار.

المؤكد أن الأيام القادمة ستكون مفتوحة على جميع السيناريوهات: فهل سيتعافى ترمب ويواصل معركته الانتخابية حتى النهاية أم هل سيتم استبداله بمرشح جمهوري آخر أم هل سيتم تأجيل الإنتخابات الرئاسية الأمريكية بقرار من الكونغرس، صاحب الولاية في مثل هذه الحالات، وأعتقد أنه إذا ما أجريت الانتخابات في موعدها فإن جو بايدن سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة، الله أعلم..