نفس الطريق والنهاية

أخبار البلد-

 

يترقب الشارع الاردني الاعلان عن شخصية رئيس الوزراء الجديد وسط تحليلات وتكهنات مستمرة عن شخصية الرجل الذي سيقود الحكومة القادمة .

ويكاد لا يخلو اي مجلس او صالون او لقاء من السؤال او الحديث عن الشخصية القادمة وهذا امر ليس غريبا على الشعب الاردني الذي ينشغل معظمه من نخب واعلام ومكونات مجتمعية وسياسية و نقابية بالشأن السياسي وسط حالة من الانتظار والترقب التي تبدأ معها حملة من التسريبات والترويج لانفسهم او لشخصيات مقربة بدافع المنفعة الشخصية، دون النظر احيانا الى المصلحة الوطنية او النهج الذي ستسير عليه الحكومة في ادارة البلاد .

وما يزيد المشهد تعقيدا وغرابة حالة الانقسام المجتمعي بعد صعود الدخان الاسود والكشف عن شخصية الرئيس وفريقه الوزاري وتوزيع الحقائب والمواقع .

لتبدأ بعدها حلقة جديدة ونظرة مختلفة بين المؤيد والناقد و الامل واليأس، فهناك من يهنىء ويتوسم الخير نحو الانقاذ والاصلاح، هذا طبعا اذا حقق مراده وكان له نصيب، اما من خاب انتظاره فيكون له رأي اخر من النقد والمطالبة بالنهج والخطط وسط غمز ولمز بالفشل مسبقا .

اما الاغلبية الصامتة القابضة على جمر الانتظار والامل بالتغيير والتجديد تبقى على حالها منتظرة حكومة صاحبة نهج جديد وارادة حقيقية قادرة على تحقيق طموحاتها ورغباتها الاساسية في محاربة الفساد وتحقيق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص وتطبيق القانون والحد من البطالة وايجاد فرص عمل يضمن دخلا مناسبا لابنائها وشبابها بعيدا عن التنفيعات والواسطة والمحسوبية .

ومع ان هذه الرغبات تتقاطع دائما وتتواجد في جميع الفقرات والبيانات الوزارية التي تتقدم بها الحكومات لنيل الثقة مؤكدة دائما ان رغبات الناس ومطالبهم في صميم عملها وبرامجها، عبارات وجمل نسمعها دائما، تطرب اذاننا ومسامعنا عند تلاوتها وقراءتها، سرعان ما تتلاشى في زحمة الواقع والتطبيق وغياب الاستراتيجية الوطنية الشاملة لادارة المرحلة بكل تفاصيلها وما تتضمنه من مدخلات ومخرجات نهاية مفقودة في معظم القرارات والخطط .

لنعود الى البداية نفسها، ونبدأ مشوارا جديدا على نفس الطريق والاتجاه لنصل الى النهاية نفسها .