من يجرؤ على الكلام؟

أخبار البلد-

 

بداية هذا العنوان هو عنوان الكتاب ذائع الصيت للسناتور الأمريكي بول فندلي الذي فضح المخطط الصهيوني في العالم والشرق الأوسط على وجه الخصوص، والذي كان سببا في اخفاقه في انتخابات عام 1983م للفوز بمجلس النواب الأمريكي عن ولاية الينوي بعد 22 سنة كعضو في مجلس النواب، وبعد تجربة عسكرية أوصلته إلى المجلس بعد محاربته الشديدة للوبي الصهيوني «الايباك « بعد عودته من زيارة عواصم عربية لتخليص أحد معاونيه في عدن من الاعتقال، وبعد أن رأى أن العرب والمسلمين ليسوا بتلك البشاعة التي يظهرها الايباك في الولايات المتحدة، وكان قد أعلن الحرب على اللوبي الصهيوني وفضح النشاطات التي يقوم بها للتأثير على مجلسي النواب والشيوخ للوقوف ظلما مع الإسرائيليين، وكان على أي رئيس أمريكي ان يظهر الولاء والطاعة للنفوذ الصهيوني المرافق للمال الصهيوني الذي يضخ على المرشحين المحتملين من كلا الحزبين لتمويل حملاتهم الانتخابية، في حين لم يحظ فندلي وزملاؤه من المناصرين للقضية الفلسطينية وقضايا العرب والمسلمين بدولار واحد من المال العربي .

وقد واجه بول فندلي حملة شعواء في الينوي والتي كان يفوز بها لفترة طويلة من هزيمة نكراء أتت بنائب ديموقراطي ( فندلي نائب جمهوري معتدل) يناصر إسرائيل ويقف إلى جانبها ويقوم بالتصويت على كل ما يدعمها دون أية مناقشة ويعتبر العرب في فلسطين وغيرها يناصبون العداء لدولة إسرائيل دون وجه حق، كما يعتبرون الإسرائيليين واليهود هم الشعب الذي يجب ان يكون سائدا في الشرق الأوسط، إذ أن العرب لا يستحقون أن يكونوا هم من يسيطرون على البترول والمقدسات المسيحية واليهودية، وهذه قناعات معظم أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي بتأثير دافعي حملاتهم الانتخابات الأمريكية من منظمة الايباك اليهودية، ويبين فندلي كيف استطاعت الايباك أن تتغلغل في البيت الأبيض والسي أي ايه وغيرهما من المؤسسات الأمريكية في غياب كامل ووممنهج للجاليات العربية والعالمين العربي والإسلامي، وزد على ذلك كيف استطاع هذا اللوبي التأثير على الرئيس ،وهذا ما كشفه بول فندلي في كتابه «من يجرؤ على الكلام» الذي نشره عام 1985 م بعد سنتين من هزيمته عام 1983م.

وقد صرح ذات مرة أنه لا يستطيع أن يلتقي باللوبي العربي الذي كان منقسما على نفسه إلى ثلاث مجموعات، وقد كانت متناحرة عرقيا ومذهبيا وجغرافيا وكانت في الأصل تشكو التمويل، وأخطر ما تناوله فندلي التمويل الأمريكي لبعض المؤسسات، ولكن كل ما يرضي الإسرائيليين كان يتم غض الطرف عنه، وقد ذكر فندلي أن من يحكم أمريكا هو رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي.

أحببت في هذه الإطلالة أن ألقي الضوء على بندلي صاحب كتاب من يجرؤ على الكلام؟ الذي تكلم بجرأة وسط سياط الايباك ونحن نتفرج على هزيمته بسبب مناصرته، حيث أنه لم يؤيده أحد وتركناه يغرق لوحده، مات فندلي العام الماضي، ولم يتذكره أحد.