محمد رسول الزعبي يكتب : درء المفاسد أولى !!


ثمة مبدأ في علم ادارة الازمات وعلم التشريعات المالية يقول : درء المفاسد أولى من جلب المنافع، الى ما قد تحتمله منهجية التحليل والتأويل لمثل هكذا طرح حال قمنا بتشخيص واقع الحال في الشارع الاردني.

وفي أعقاب تداعيات تشهدها البلاد منذ تسعة شهور ، وتحديدا في أعقاب رحيل حكومة سمير الرفاعي وتسلم د.معروف البخيت لسدة رئاسة الوزراء،تلك التداعيات التي أفرزت مناخاً ملتهباً أربك الحكومة وحدا بالملك كعهدنا به في المسارعة والتحرك باتجاه احتواء الأزمة، فكان حراكه ونشاطه منصبا ومتمركزا على تعزيز الاصلاحات لمختلف المجالات والتي توجت بلجان ومؤتمرات ذو الحوار اثمر عن تعديلات دستوريه واصدار قوانين منحازه للحريات وهيكلة القطاع العام الخ ، وداعيا في ذات السياق الى ايمانه الشخصي بالاصلاح، والذي يتوجب إزاءه على حكومة الخصاونة المسارعة للهدف السامي الذي ينشده جلالة الملك لتسريع عجلة الاصلاح الحقيقي البنّاء، والذي سيردم الفجوة السحيقة والساحقة التي حطت بالاردن والاردنيين بحالةٍ موجعة لا سبيل للخروج والخلاص منها سوى تنفيذ ارادة الملك !!
ما يتحتّم على رئيس الوزراء الجديد عون الخصاونه التحرك باتجاه منطقة الحل الديناميكي، وهذا مطلب استثنائي لظرف استثنائي من رجل صاحب قرار استثنائي والمتمثل (بالغاء ضريبة 25%( التي فرضت على المشتقات النفطيه إبان حكومة الرفاعي ،،قد يكون هذا القرار ثقيل على صاحب بيت مال الاردنيين (وزيرالمالية) ولكن ايجابياته أكثر من سلبياته،، وعندما تنخفض أسعار المحروقات ( البنزين والسولار) بإزالة الضريبة ، فلسوف يتبعها تخفيض "حقيقي" لاسعار المواد والخدمات والسلع ، الأمر الذي سينعكس ايجابيا على كافة شرائح المجتمع سواء في القطاع العام أوالخاص وعندئذ لا نحتاح كمواطنيين الى زيادة رواتب في هذه الظرووف .

لرُب قائل يقول ان هذا الاجراء سوف يحرم الخزينة من ايرادات بنيت عليها موازنتها لهذا العام وسوف يرفع العجز ويؤدي الى الاستدانه .. ومع ذلك أقول وبفهمي المتواضع بالاقتصاد : نحن نمر بظرف أستثنائي ولا بد من قرار استثنائي من رجل استثنائي.. وللعلم بأن فرض الضريبة على مشتقات البترول كانت اخر الضرائب التي فرضتها الحكومة السابقة وواجهت معارضه شديده واذكر ان الرئيس الرفاعي قال بعدها : لن تفرض أي ضريبه بعد الان . . لقد عشنا (سنون عجاف ) من دون أن تفرض ضريبة على المشتقات النفطيه!

فما العجب اذن بان تتخلى الحكومة عن ضريبة الـ 25% على المشتقات النفطية لحين أن نعبر هذه الازمة ولتتحمل الخزينة العامة هذا العبئ ..(فدرء المفاسد أولى من جلب المنافع)
حمى الله الأردن وحفظ شعبه تحت ظـل الراية الهاشميه .