هذا اللغز من يفكه ؟!


 
اطرف تعليق سمعته من احد المسؤولين حول «اوضاع» بلدنا اننا «محسودون»، لا تسأل - بالطبع- لماذا؟ فلدى الرجل عشرات الاسباب والمبررات التي تجعله مؤمنا تماما بان اكثر ما يخشاه على البلد هو الحسد!.

كدت اقول له ان الحل بسيط، لكنه استدرك واخبرني انه يفكر جديا في البحث عن «شيخ» مشهور في معالجة «المحسودين» للاستعانة به في عمل ما يلزم من «تمائم» وحجب وتعويذات للوقاية والتحصن من هذا الشر العظيم.

لا ادري اذا ما كان الرجل قد فعل ذلك، لكنني ما زلت مندهشا من هذا التشخيص الغريب الذي سمعته، لا لانه صدر من رجل سياسي يفترض فيه ان يقرأ اوضاعنا بعين اخرى غير «عين الحسد» وانما لان بعض السياسات والمقررات التي تخرج احيانا من دوائرنا السياسية «تتناغم» مع فكرة الرجل لدرجة انني اصبحت اعتقد ان التباطؤ في الاصلاح وحرمان بلدنا من «انضاج» مشروعه الديمقراطي، والتلكؤ في مكافحة الفساد هي جزء من «سياسة» درء الحسد، او ردّ العيون الفارغة التي نخشى ان نصاب بها لا قدَّر الله.

لم اجد لدي اية رغبة في ان اسأل صاحبنا: من حسدنا، ولا لماذا يستهدفنا البعض دون شعوب العالم كلها بهذا البلاء المخيف، لكنني حين دققت في كلامه قلت لنفسي: فعلا، لدينا مشكلة «سحر» لكنها لا تتعلق بالناس الذين بات واضحا انهم يتمتعون بما يلزم من عافية ووعي وادراك لما يدور حولهم، وانما تتعلق بوجود سحرة «جمع ساحر» يحاولون ان يغطوا على عيوننا لنتوهم باننا عاجزون عن فعل اي شيء، وباننا ايضا معرضون للحسد اذا ما انجزنا اي شيء، هؤلاء لا يختلفون عن اولئك الذين جمعوا لمواجهة سيدنا موسى عليه السلام، فاوهموا الناس بان «عصاهم» وحبالهم تتحول الى «أفاعٍ» ثم لما دقت ساعة «النبوة» انكشفوا.

حين دققت في الموضوع ايضا تذكرت بان ما تبعثه الحكومة الجديدة من رسائل في كافة الاتجاهات قد يصلح لفك هذا اللغز، فقد ثبت بان ابعاد حماس خطأ قانوني ودستوري، وفق ما صرّح رئيس الوزراء، وثبت بان ملف البلطجة خطأ سياسي كما قال وزير الاعلام، وثبت بان قضية السلفية يمكن ان تحل.. ويمكن ايضا ان تدرج معها قضايا «المحكومين» سياسيا بشكل عام.

هل وضعنا ايدينا على مفتاح اللغز؟ لا ادري ولكنني اتصور بان فك ما اصابنا يحتاج الى مقررات حقيقية، اهمها كشف السحرة الذين تحايلوا علينا وإبطال اعمالهم التي كبَّلت ايدينا، ثم الخروج نهائيا من دائرة الوهم الذي يريد البعض ان يضعنا فيه، واقصد هنا وهم العافية ووهم ما يحدث في الشارع وما يقال على لسان بعض المسؤولين من وعود وتصريحات عالية السقوف لا تجد اثرا لها على الارض.

بقي لدي سؤال: هل يمكن ان يدلنا احدكم على حل يخرجنا من هذه الغيبوبة التي نعاني منها؟ رجاء لا تبخلوا علينا بالاجابة.. ولا بالدعاء ايضا!.