د. سفيان التل ... لامست وجانبت الحقيقة في آن !!
د. سفيان التل ... لامست وجانبت الحقيقة في آن !!
راتب يوسف عبابنة
في حواره مع النائب محمود الخرابشة على قناة الجزيرة من خلال برنامج "الإتجاه المعاكس" ، قال الدكتور سفيان التل الكثير فيما يتعلق بالإصلاح والفساد والمخابرات وما يجري على الساحة الأردنية من حراك. وفي حواره جانب كثيرا من الحقائق ولامس الكثير منها ايضا.
ألمشاهد الذي ليس لديه خلفية أو دراية بالأردن وقيادته وليس متابعا للشأن الأردني يخلص إلى أن النظام الأردني ليس سوى نظاما قمعيا استبداديا دمويا لا حرية فيه للناس والراي والأي الآخر. و"رموز" المعارضة الذين ذكرهم, يرتعون في وطنهم ويقولون رأيهم دون تردد أو حرج ولم يموتوا بالسجون وأنت يا دكتور بنفسك قلت أتيت من عمّان وسأعود الى عمّان. لولا يقينك بأنك لن تُقمع بسبب ما تفوهت به وظهورك على شاشة الجزيرة وقلت ما قلته لأكبر دليل على أن القمع ليس من ممارسات النظام في الأردن. وهذه شهادة لا أحد يمكنه إنكارها.
هناك دول يتم فيها اعتقال مواطنين من دول اخرى لمجرد تشابه بالأسماء ويمكثون في غياهب السجون الى ما شاء الله تحت التعذيب. في الحقيقة هذه الدول ليست قدوة لنا لأن قدوتنا هو الصالح. وطموحنا ان نرتفع بنسبة الحرية وتطوير الديمقراطية دون مقارنة ما لدينا بما لدى الآخرين ، لكن أحيانا الشئ بالشئ يذكر وللضرورة والفائدة فقط.
ولننصف الدكتور سفيان نقول أنك لامست الحقيقة في الكثير من محاور حديثك. كلنا نتفق على وجود فساد تمّت وللأسف مأسسته مع مرور الزمن. وهذا هو الإطار الذي يحوي الكثير وأفرز عللاً يعاني منها الأردنيون من رأس الهرم حتى القاعدة اليوم. وكذلك قولك بأن رئيس الحكومة هو صاحب الولاية بمعنى ان مدير المخابرات يفترض ان يرتبط برئيس الحكومة وذلك انفاذا للدستور هو قول سديد, لكن يبدو أن الامر ليس كذلك. لماذا لا تكون المخابرات بمثابة مستشار للحكومة تعطي رأيها ضمن اختصاصها وهو الأمن والنصح والتوضيح وضمن رؤيتها آخذة باعتبارها حماية النظام وحماية الأردنيين وكلاهما يشكلان أركان الوطن؟ والإنتماء والولاء والإخلاص في حقيقة الأمر, ليست مقتصرة على المخابرات فقط والبقية من الأردنيين موضع شك وريبه.
فمن وحي حديث الدكتور نفهم أن المخابرات هي صاحبة الولاية، وبدوري اسأل لماذا لا تصدُقون القول للملك؟ ولماذا لا تعطوه الصورة الحقيقية عما يجري؟ أقول ذلك لأننا وصلنا لقناعة بان جلالة الملك لا تصله صورة صادقة عن الشارع ومطالبه وإلا لما وصلت الأمور لما وصلت اليه من مسلسلات المظاهرات والبيانات والتحالفات والمصادمات.
ونخشى ما نخشى أن ينفجر الإحتقان إذا لم يلمس الناس انسجاما للأقوال مع الأفعال وإلا ليس للمحتقنين بدٌ من أن يترجموا احتقانهم إلى ما لا يَسر ولا يُرضي. فكلما تم الإسراع بالإصلاح كان الحال أكثر راحة. فربما أخذت العزة الدكتور بالإثم في بعض ما قاله وهذا ما لا نتفق عليه رغم احترامنا وتقديرنا للدكتور ومكانته العلمية والإجتماعية.
ولسعادة النائب محمود الخرابشة التقدير والشكر على دفاعه المعهود عن الأردن والأردنيين. ومناظرة كهذه تدل على أننا نفوق الكثير من الدول في مجال حرية الرأي والرأي الآخر.
وحمى الله الأردن والغيارى على الأردن.
والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com
راتب يوسف عبابنة
في حواره مع النائب محمود الخرابشة على قناة الجزيرة من خلال برنامج "الإتجاه المعاكس" ، قال الدكتور سفيان التل الكثير فيما يتعلق بالإصلاح والفساد والمخابرات وما يجري على الساحة الأردنية من حراك. وفي حواره جانب كثيرا من الحقائق ولامس الكثير منها ايضا.
ألمشاهد الذي ليس لديه خلفية أو دراية بالأردن وقيادته وليس متابعا للشأن الأردني يخلص إلى أن النظام الأردني ليس سوى نظاما قمعيا استبداديا دمويا لا حرية فيه للناس والراي والأي الآخر. و"رموز" المعارضة الذين ذكرهم, يرتعون في وطنهم ويقولون رأيهم دون تردد أو حرج ولم يموتوا بالسجون وأنت يا دكتور بنفسك قلت أتيت من عمّان وسأعود الى عمّان. لولا يقينك بأنك لن تُقمع بسبب ما تفوهت به وظهورك على شاشة الجزيرة وقلت ما قلته لأكبر دليل على أن القمع ليس من ممارسات النظام في الأردن. وهذه شهادة لا أحد يمكنه إنكارها.
هناك دول يتم فيها اعتقال مواطنين من دول اخرى لمجرد تشابه بالأسماء ويمكثون في غياهب السجون الى ما شاء الله تحت التعذيب. في الحقيقة هذه الدول ليست قدوة لنا لأن قدوتنا هو الصالح. وطموحنا ان نرتفع بنسبة الحرية وتطوير الديمقراطية دون مقارنة ما لدينا بما لدى الآخرين ، لكن أحيانا الشئ بالشئ يذكر وللضرورة والفائدة فقط.
ولننصف الدكتور سفيان نقول أنك لامست الحقيقة في الكثير من محاور حديثك. كلنا نتفق على وجود فساد تمّت وللأسف مأسسته مع مرور الزمن. وهذا هو الإطار الذي يحوي الكثير وأفرز عللاً يعاني منها الأردنيون من رأس الهرم حتى القاعدة اليوم. وكذلك قولك بأن رئيس الحكومة هو صاحب الولاية بمعنى ان مدير المخابرات يفترض ان يرتبط برئيس الحكومة وذلك انفاذا للدستور هو قول سديد, لكن يبدو أن الامر ليس كذلك. لماذا لا تكون المخابرات بمثابة مستشار للحكومة تعطي رأيها ضمن اختصاصها وهو الأمن والنصح والتوضيح وضمن رؤيتها آخذة باعتبارها حماية النظام وحماية الأردنيين وكلاهما يشكلان أركان الوطن؟ والإنتماء والولاء والإخلاص في حقيقة الأمر, ليست مقتصرة على المخابرات فقط والبقية من الأردنيين موضع شك وريبه.
فمن وحي حديث الدكتور نفهم أن المخابرات هي صاحبة الولاية، وبدوري اسأل لماذا لا تصدُقون القول للملك؟ ولماذا لا تعطوه الصورة الحقيقية عما يجري؟ أقول ذلك لأننا وصلنا لقناعة بان جلالة الملك لا تصله صورة صادقة عن الشارع ومطالبه وإلا لما وصلت الأمور لما وصلت اليه من مسلسلات المظاهرات والبيانات والتحالفات والمصادمات.
ونخشى ما نخشى أن ينفجر الإحتقان إذا لم يلمس الناس انسجاما للأقوال مع الأفعال وإلا ليس للمحتقنين بدٌ من أن يترجموا احتقانهم إلى ما لا يَسر ولا يُرضي. فكلما تم الإسراع بالإصلاح كان الحال أكثر راحة. فربما أخذت العزة الدكتور بالإثم في بعض ما قاله وهذا ما لا نتفق عليه رغم احترامنا وتقديرنا للدكتور ومكانته العلمية والإجتماعية.
ولسعادة النائب محمود الخرابشة التقدير والشكر على دفاعه المعهود عن الأردن والأردنيين. ومناظرة كهذه تدل على أننا نفوق الكثير من الدول في مجال حرية الرأي والرأي الآخر.
وحمى الله الأردن والغيارى على الأردن.
والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com