ترمب ورأس الدبوس..

اخبار البلد- 

يبدو ان الأنهيار الأخلاقي ومسلسلات التهويم والفبركة تجتاح العالم من الشرق الى الغرب، فقد برع الرئيس الامريكي الطامع بولاية ثانية وتمديد اقامته في البيت الابيض اربع سنوات جديدة باطلاق التصريحات وتقريع الافراد في امريكا وخارجها ولم تسلم الشعوب والامم من اذاه، وكرر الرئيس الذي اثار جدلا واسعا في كافة المنابر والمحافل الفيلم الامريكي القديم الذي انتج في العام 1964 لعب دور البطولة (كلينت ايستوود) باسم من اجل حفنة دولارات، يقدم ابشع الصور من اجل الاستحواذ على المال، وهذا الفليم يعيد الرئيس انتاجه من خلال مسلسلاته التي يحبها البعض ويكرهها البعض الآخر، الا انها لا تتماشى مع العصر بعد مرور قرابة ستة عقود.

المراقب الراصد والمحايد لممارسات ترمب للحكم منذ توليه السلطة قبيل وبعد اوباما انهال بأوصاف على منافسته واطلق العنان لتصريحاته وقطع وعودا للحصول على اصوات اضافية في معركة الرئاسة، وفاز بدون اغلبية انتخابية، وخلال السنوات الثلاث الماضية تمادى على الصديق والشريك والعدو، وانقاد الى سلوك ( التجار والعبيد ) وحول السياسة والاقتصاد الى مصالح شخصية وفئوية ولم يخفِ انحيازه بعنصرية للبيض في المجتمع الامركي، وسجلت البلاد عددا كبيرا من الحوادث الدموية اثرت على النسيج الاجتماعي الامريكي.

خارجيا خاض سلسلة من الحروب التجارية ضد الصين اكبر شريك تجاري عالمي واتسع نطاقها لتطال الشركاء الاوروبيين، ومارس سادية سياسية تجاه المنطقة العربية، والقى بثقله لمصلحة الكيان الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية وشكلت صفقة القرن ذروتها واعلان القدس عاصمة للكيان الهزيل، وواصل جهوده مع دخوله مارثون الولاية الثانية للادارة الامريكية لتسريع وتيرة الاستيطان وقضم الاراضي الفلسطينية.

داخليا يتفاجأ المراقبون بالمستوى المتدني الذي وصل اليه ترمب في خطاباته محاولا الاساءة الى منافسيه او من كان يعمل معه سابقا، والاهم من ذلك ان تلك الخطابات التي تثير الضحك وكأنه في مسرح عبثي اخرها الاعلان عن محاولة لاغتياله في دبوس، فالرئيس المضحك لا يقدم برامج سياسية واضحة ولابرامج اقتصادية، وكل ما يعلن عنه تقديم رشا للناخبين على شكل ضرائب وغير ذلك.

خبراء وكتاب مرموقون في الولايات المتحدة الامريكية يشعرون بالم شديد لما وصلت اليه سمعة الرئيس والبيت الابيض، واي مقارنة مع رؤساء سابقين سواء اتفقت معهم او اختلفت عليهم تجدهم اكثر احتراما ليس داخليا وعلى المستوى الدولي، وفي نفس الاتجاه تجد رموز ادارته خصوصا وزير الخارجية مايك بومبيو الذي يتعامل برعونة وتماد مع المنافسين ويقدم العصا قبل الجزرة.