هل نحن مستعدون للقادم؟

أخبار البلد-

 

ما زال فيروس كورونا يسيطر على العالم اجمع بكل مقوماته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والصحية ايضا، مشكلة حالة من الغرابة لدى المجتمع العالمي في ظل شح المعلومات والمعرفة بالية وطبيعة المرض الذي ملأ الدنيا رعبا وخوفا.
والان، وبعد مضي اكثر من تسعة اشهر على وجود هذا الفيروس وما تخلله من نشر تسريب للمعلومات حوله مازل الكثير منها لا يصمد كثيرا وسرعان ما تتلاشى امام تحليلات ومعلومات جديدة تدحضها او تنفيها ، مدخلة الشكوك والظنون لدى الشعوب العالمية التي اخذت تنتفض رافضة عملية التضحيم التي ترافق هذا الفيروس وما يتم اتخاذه من إجراءات يصفونها بالتضييق والمبالغة يمارسها بعض الساسة عبر العالم، دون معرفة الاسباب والاهداف الحقيقية التي تقف خلف هذه الهالة التي يعتقد البعض بانه تم صناعتها لامر ما.
والغريب في هذا الامر عدم معرفة المصدر الحقيقي لهذه الحالة او الهالة التي تتفق شعوب العالم على رفضها وبدأت حالة من التمرد عليها محاولة الخروج من عباءة الخوف التي زرعت خلال الاشهر والايام الماضية خاصة مع عدم صمود اي معلومة او تحليل يخرج علينا من فئات عالمية مختصة، لدرجة اننا اصبحنا نرى تناقضا واختلافا داخل اللجان نفسها من اطباء ومختصين سواء في الداخل والخارج، والغريب ايضا بان الصين ذات المليار وربع من السكان و التي تعتبر مصدر الفيروس لم نعد نسمع عن اصابات محلية فيها في الوقت الذي لا تخلو دولة في العالم من اصابات وزيادة في الاعداد احيانا كثيرة مما زاد الشكوك لدى الناس ايضا.
والامر الذي يزداد غرابة ايضا باننا لم نسمع عن اي مرض او فيروس عبر التاريخ خلق حالة من الشكوك وعدم الثقة مثل كورونا.
وفي بلدنا وبعد ما فعله كورونا بنا خاصة في الشأن الاقتصادي والاجتماعي الذي دمر قطاعات واعاد بعضها سنوات الى الوراء نتيجة اجراءات الحد من انتشاره، استيقظنا بعد شهور، وبعد اعتقادنا بانه تمت السيطرة علي الفيروس لنصحو على بؤر واعداد لم نعتد عليها من الاصابات، لنتساءل هل كنا نتوقع ذلك ؟ وهل نحن مستعدون لهذا الوضع الجديد؟ وهل تم اعادة تقييم ودراسة للاجراءات المتخذة، وهل سنقوم بتغيير الالية والاستراتيجية في ظل توقعات بعض المختصين لهذه الزيادة باعداد الاصابات ؟.
وبعيدا عن المسؤولية والتلاوم فان امامنا واقعا جديدا علينا ان نتعامل معه بالية جديدة ايضا مستفيدين من التجارب و الاجراءات العالمية للخروج باقل الخسائرعلى الاقل وتخفيف الضغط عن منظومتنا الصحية قبل فوات الاوان، وان نبدا فورا باعداد وتجهيز مستشفى ميداني كبير لمرضى كورونا حتى تبقى مستشفياتنا متفرغة للامور الصحية الاخرى، علما بان هذا الامر كان يجب ان يكون جاهزا منذ عدة اشهر على الاقل..
وان ناخذ شكوى المواطن بضعف الاستجابة والاهتمام من بعض الجهات فيما يتعلق بطلب اجراء الفحص والطلب منه الذهاب الى مختبرات خاصة يتحمل هو تكلفتها المرتفعة بعض الشيء خاصة بهذا الظرف الصعب.
وعلينا ان نعترف ايضا بان عدد الفحوصات ما زال قليلا ولا يعكس الواقع اضافة الى التاخير في خروج النتائج التي تستغرق احيانا اكثر من 24 ساعة ، متسائلين ماذا كنا نعمل خلال هذا الوقت ولماذا لم نصل الى فحوصات باعداد اكبر من الموجود، هذا الامر الذي نبه له سمو ولي العهد الامير حسين عندما وجه بضرورة زيادة عدد الفحوصات منذ عدة اشهر.
اما ان نترك المواطن لتقدير الامور ومواجهتها بنفسه والتخلي عن مسؤوليتنا الان، بعد هذه الاثار،
امر لا يستقيم.