حسن الإختيار هو ما نريد
كنت جالسا في صباح ذات يوم انظر الى السماء كانت السماء مليئة بالغيوم كانت
الغيوم ذات أشكال وأحجام مختلفة منها ماهو صغير الحجم ومنها ماهو كبير الحجم
ومنها ماهو ذي لون اسود ومنها ماهو ذي لون ابيض وأشكال وألوان متعددة
وكثيرة لكن ما أدهشني هو منظر الغيوم القريبة وكيفية تسلقها الجبال وعبورها
الوديان فهي تتأقلم مع كل حال لكن لا فائدة منها وللأسف إلا الإعجاب بمنظرها
وشكلها لكن فعلها ليس لها أي فعل يذكر فهي عديمة الفائدة وخلال نظري الى
السماء مرت عدة غيوم كبيرة الحجم وقريبة لكن لا حول ولا قوة لها وغيوم طويلة
ومتماسكة لكن لا حول ل ولا قوة لها أيضا .
لكن وبعد مرور زمن ليس بقليل جاءت غيمة صغيرة هزيلة وكأنها نشأت وتكونت
بعد معاناة كبيرة وظروف قاسية وصعبة حتى أصبحت على هذا الحال ،وفجأة
أخذت حبات الخير تتساقط من هذه الغيمة وبكثافة على الزرع والإنسان ودب
التفاؤل في قلوب الناس حتى في مواشيهم ودوابهم .
هذه الغيمة الصغيرة هي التي نريد ومثل هذه الغيمة هذا مانريد لأنها عانت وعانت
ونشأت في جو من المعاناة وعانت حتى تكونت وحملت معها حبات الخير للزرع
والإنسان والحيوان فلكل دب في قلبه التفاؤل والطمأنينة التي تبشر بحياة أفضل في المستقبل .
فلا نريد غيمة كبيرة الحجم تمر بسرعة ولا غيمة ذا شكل أو لون معين تعبر دون
إحداث أي تغيير الى الأحسن في البلاد والعباد هذه الغيمة ومثل هذه الغيمة التي عاشت وولدت
من المعاناة وستعيش الى الأبد من أجل أصحاب المعاناة حتى زوال معاناتهم.