أزمة تفشي كورونا فـــي إســرائيـل
أخبار البلد-
وإن كان ما تقدّم نموذجاً من مؤشرات كثيرة باتت ترسم علامات استفهام حول مستقبل إسرائيل إلى حدّ تحذير بعض الإعلام العبري من الانهيار، إلا أنه يبدو مبكراً المضيّ في هذا التقدير؛. مع ذلك، ظهور هذه الأزمات كفيلة باظهار التناقضات الداخلية للكيان، واحده من تلك التناقضات الانقسام الدائر حالياً حيال أزمة فيروس كورونا، بين مَن يعتبرها فرصة ومَن يجد فيها تهديداً، فيما يتركّز الاهتمام لدى السياسيين على كيفية تحويل الفيروس إلى وسيلة قتالية للإضرار بالخصوم، علماً بأن أعداد الإصابات يزداد خطورة، بعدما تجاوز ثلاثة آلاف وأربعمائة حالة في اليوم الواحد.
رئيس حزب « إسرائيل بيتنا» ، أفيغدور ليبرمان، دعا الإسرائيليين إلى عدم الامتثال لقرارات الحكومة في كلّ ما يتعلق بأزمة « كورونا» ، كونها قرارات متّخذة على خلفيات سياسية ، فيما ترفض أحزاب « الحريديم» أيّ إغلاق لمدنها وبلداتها بسبب الواقع الوبائي، بل تُهدّد نتنياهو بفرط الائتلاف الحكومي إن قرّر ذلك، وتؤكد أنها لن تتعاون مع الحكومة في أيّ قرار من هذا النوع. أما نتنياهو فيتّهم معارضيه بأنهم يتسبّبون، عبر اعتراضهم على سياسته في مواجهة « كورونا» ، بتقسيم الجمهور الإسرائيلي وشرذمته، معتبراً أن هؤلاء يشجّعون الفوضى ويقوّضون عمليات مواجهة الوباء لدوافع سياسية. لكن موقف رئيس الحكومة لم يمنعه من استثناء عشر بلدات « حريدية» من الإغلاق، الأمر الذي قالت عنه صحيفة «هآرتس» أمس إنه دليل آخر على فشل نتنياهو المشين في إدارة أزمة « كورونا» ، و « أن الدولة لا تستطيع أن تعمل عندما يتولى متّهم جنائي منصب رئيس الوزراء، ونتنياهو بتخلّيه وانعدام مسؤوليته يتسبّب بانحدار إسرائيل الى الفوضى» .
التقديرات السائدة في إسرائيل تشير إلى أن من شأن أزمة « كورونا» وأساليب مواجهتها المبنيّة على حسابات سياسية أن تُفاقم وتسرّع التبعات السلبية على أكثر من صعيد، الأمر الذي يفسّر نتائج استطلاع جديد للرأي صدر أمس عن مركز « غوتمان للرأي العام وبحوث السياسات في المعهد الإسرائيلي للديموقراطية» (القدس المحتلة). وفقاً لخلاصات الاستطلاع، فإن أكثر من نصف الإسرائيليين (52.4 بالمئة) متشائمون في شأن مستقبل الحكم الديموقراطي في إسرائيل، فيما أكثر من الثلثين (68.4 بالمئة) يعتقدون بأن أيام الحكومة الحالية معدودة