هانت علينا أنفسنا فهنّا على الناس
اخبار البلد- أصبحنا مطية تركبها الحكومات والأنظمة التي أشغلتنا بلقمة الخبز وبقوت أطفالنا اليومي، وجوعتنا وحاصرتنا بالخوف والوهم والتطبيع والانفتاح على عدو لا يرحم، وكممت أفواهنا فلم نعد قادرين على الدفاع عن أنفسنا، وعن القرآن الكريم وعن نبينا العظيم وعن مقدساتنا التي تستباح في جميع بقاع الأرض.
متطرفون حاقدون يحرقون نسخة من القرآن الكريم، ويركلون نسخًا أخرى بأرجلهم في أوروبا، وصحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الوضيعة الخسيسة تعيد نشر رسوم الكاريكاتير المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وجيش الاحتلال الإسرائيلي يدنس المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي الشريف كل يوم، ويستبيح باقي المقدسات في فلسطين.
على مساحة هذا الكوكب تستباح أعراض ومقدسات المسلمين، وفي بقاع شتى بداء من الصين ومرورا بالهند وميانمار وفلسطين المحتلة وأوروبا وانتهاء بالعنصرية المقيتة التي يواجها العرب والمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تصاعدت بشكل لافت تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب.
سيقولون إن هؤلاء المتطرفين أقلية وإن غالبية سكان تلك الدول ليسوا متطرفين أو عنصريين، ولا تقف موقفا سلبيا من الإسلام والمسلمين. وسنتفق مع هذا الطرح، لكن هؤلاء الأقلية هم الصوت الأعلى، وهم الأكثر تأثيرا من الأغلبية الصامتة التي لا تفعل شيئا لكبح جماح عنصريتهم.
والأخطر ما نشهده من حالة الصمت العربي والإسلامي على ما يحدث من إساءة متكررة للقرآن الكريم والنبي الكريم والأقليات المسلمة، وكأن النظام الرسمي العربي والإسلامي يقر مثل هذه الممارسات ويشجعها بصمته وربما بموافقة بالسر ومن وراء الكواليس.
حتى بيانات الإدانة الإنشائية لم نعد نسمع عنها، وكنا نرضى بها في السابق بوصفها صوتًا ضد كل ما يمارس ضد مقدساتنا وأراضينا، ونعتبرها صوتًا ربما يدفع الآخرين إلى التراجع عن جرائمهم، بخلت بها الحكومات علينا وعلى مقدساتنا.
لقد هنّا على أنفسنا أولا، والكثيرون منا باعوا أرواحهم للشيطان تماما مثل "فاوست" في المسرحية الشهيرة، لذلك لم يعد أحد يقيم وزنًا لنا لا في الداخل ولا في الخارج.
في المرة القادمة سيدوسون علينا بخيولهم، ويمضون في طريقهم نحو الدرك الأسفل من النار .