بين وزيرين

اخبار البلد- اللقاء الإعلامي الذي دعت إليه وزارة الشباب بالشراكة مع وزارة الشؤون السياسية والشؤون البرلمانية لإطلاق مشروع «صوتك بكرا يفرق» بهدف تشجيع الشباب على المشاركة النيابية، لم يخرج عن نطاق لقاءات كثيرة تناولت هذا الاستحقاق.


الوزيران من الطبيعي أن يلقيا الكرة في مرمى الشباب وأن يحمّلا هذا القطاع الواسع وكل مواطن المسؤولية في حال عدم المشاركة لأن «هناك من سيتخذ القرار وسيكون على حساب من يمتنع عن الادلاء بصوته او حتى الترشح».

الصحافيون والإعلاميون بدورهم، طرحوا حالة عدم الثقة وأسباب عزوف الشباب عن الاقبال على صناديق الاقتراع وظروف البطالة رغم تفاؤل الوزيرين المهندس موسى المعايطة والدكتورفارس بريزات بأن انتخابات مجلس التاسع عشر ستشهد ارتفاعاً بالمشاركة الشبابية وفق الفئات العمرية المسموح لها بالتصويت.

المرحلة الانتخابية تكتسب أهمية أملتها الظروف التي يمر بها الأردن محلياً وخارجيا، وما يعانيه الشباب من تحديات في حياتهم اليومية، واذا ما ارادوا إحداث التغيير، وإلا فإن ابتعادهم عن المشاركة في العملية الانتخابية، لا يحق لهم بموجبه انتقاد واقع المجلس النيابي باعتبار أن اوراق الصندوق هي التي تحدد نتائج المجلس وشكله، بحسب الوزير المعايطة.

من جهة الوزير بريزات، فإنه يعّول على الشباب إنجاح الانتخابات لأنهم المكون الرئيسي في الشعب من حيث الأعداد، مستنداً في توقعه هذا، الى قاعدة بيانية توضح النسب التي شاركت بها الفئات العمرية للقطاع الشبابي وفئة ما فوق ال 50 – 60 عاماً في انتخابات 2016 رغم تدني نسبة المشاركة بشكل عام في عمان والزرقاء، وتحديداً في بعض الدوائر في المدينتين، وكما أظهرها الوزير في البيانات التي لديه.

جهود ومحاولات وزارتي الشؤون السياسية والبرلمانية، والشباب مع الشركاء في المؤسسات الرسمية والأهلية والمنظمات الدولية لتشجيع المواطنين، بمن فيهم الشباب والمرأة -ليس على الانتخاب، فحسب، وكذلك على الترشح- ما تزال تصطدم بعدم الثقة المترسخة في أذهان الناس بأن المجالس النيابية لم تكن على قدر ومستوى تطلعاتهم التشريعية والاجتماعية والخدمية والعدالة في الحقوق، الى جانب عدم النهوض بالعمل النيابي في القضايا الوطنية وحرية التعبير، والحد من تغّول الحكومات على المجالس، كما ترى شرائح مجتمعية واسعة ومن يعمل في القطاعات الس?اسية والاقتصادية ووسائل الأعلام، إن لم يكن من المتحمسين للانتخاب والمرشحين أنفسهم.

الحراك الانتخابي ما يزال «حراكاً سلحفائياً»، والأسباب كثيرة، لعل أبرزها: توجس المواطن من أن تتأجل الإنتخابات بسبب جائحة كورونا، التي قلبت موازين العالم، وعكّرت أمزجة البشرية بأسرها، والأردن من هذا العالم، اذ لا يهم الجائحة استحقاقات بلد أو شعب، ليظل اجراء الانتخابات بالنسبة للأردنيين، برسم قرار قطعي يفضي إلى «إذهبوا فأنتم الطلقاء»..الانتخابات قائمة، حتى لو ظلت الجائحة.