زهير العزه يكتب.. البحث عن التقاعد بين مؤسسة الضمان والبنك المركزي

أخبار البلد-


زهير العزه

يبدو ان من يضع التعليمات في هذه المؤسسة او تلك يجهد من أجل اثارة غضب المواطن الاردني ويجعله دائما مصطدما مع مواطن اخر وظيفته تنفيذ هذه التعليمات ، حيث تقع المشاكل التي قد تصل الى حد العراك بالايدي او الشتائم والسباب نتيجة غضب المواطن على اجراءات فرضتها تعليمات مسؤول لا يكترث بما يريد المواطن او يساعده على حل مشاكله .

وفي هذه المقالة ساسرد يوميات مواطن راجع الضمان الاجتماعي من اجل الحصول على راتبه التقاعدي، بعد ان بلغ ما بلغ من العمر، واليكم يا صناع القرار ما الذي حدث ويحدث وكيف يعامل المواطن الذي تطلبون منه الانتماء صباح مساء ، والقصة كما هي بدون سيناريو او اخراج او صورة محسنة في الكتابة :

كارثة حقيقية تتركها الكثير من التعليمات ولا نقول القوانين والتي تأتي في اطار سلب حرية المواطن ، والتعدي على ابسط حقوقه، وهي الاختيار وفق ما يريد من هذه الخدمة او تلك ، فالمراجع للضمان الاجتماعي يكتشف انه وقع في " دوامة" او "دويخه "، من الاجراءات التي تصب في النهاية عند تعليمات فرضها البنك المركزي الذي وباعتقادي المتواضع ان ادارته لا تدري عن معاناة المواطن عند مراجعته لهذه الدائرة او تلك ،حيث ان من يريد ان يحصل على راتبه التقاعدي وبعد معاناة تواجهه مشكلة تعطل "النظام او السستم " ما يضطر هذا المواطن لمراجعة فرع الضمان في هذه المنطقة اوتلك ، وبعد المعاناة الثانية يدخل في دوامة اجباره على فتح حساب بنكي والحصول على" اي بان" وعندما يقول انا لا ارغب بفتح حساب بنكي يواجه بجواب احد المسؤولين"وفي هذه القضية المستشار القانوني الذي قال " هذه مشكلتك " ، ولانه اي المواطن لا يملك اية وسيلة للدفاع عن حقه ولانه مسلوب الارادة ومقهور قهرا بسبب تعليمات سخيفة وضعها من لا يريد مصلحة المواطن، يضطر الى الذهاب الى اقرب بنك بحثا عن الخلاص من اجل فتح حساب بنكي ، وهنا يقع في دوامة او معاناة ثالتة لا تقل احداثها سخافة عن احداث فيلم فتح الحساب البنكي الذي يطلبه الضمان الاحتماعي ، وتتمثل هذه الدوامة او المعاناة الثالثة في ان فتح الحساب يحتاج اما لفاتورة مياه او كهربا " وهذا لا يحدث الا بالاردن ، وعندما يسأل لماذا احضار الفاتورة "مياه و كهرباء" يقال له لتحديد سكنك ..! فيرد هل اصبحت عاملا وافدا ؟ ولماذا يحب ان اقوم بذلك هل تحول البنك الى دائرة امنية؟ وعندما يحضر فاتورة" مياه او كهرباء" للمنزل الذي يسكنه يقال له يجب ان تكون الفاتورة باسمك الشخصي ..!، وعندما يجيب انه لا فاتورة لعداد للمياه او الكهرباء بأسمه ، يقال احضر عقد الايجار او سند ملكية للبيت الذي تسكنه في حال لم تكن مستاجرا لشقة..!، هنا يذهب مسرعا من اجل كسب الوقت ويحضر عقد الايجار، وتقع المفاجئة ويدخل مرة اخرى في دوامة او معاناة رابعة ..! وتتمثل في ان العقد يجب ان يكون مصدقا من امانة عمان ، ولان الوقت اليوم اصبح متأخرا عليك ان تعود غدا..!

وفي اليوم التالي وبعد ان يهرع الى احدى مراكز مناطق عمان التابعة للامانة،يطلب تصديق عقد الايجار وبعد ان يقوم الموظف بالبحث والتحري يتم تجهيز المعاملة ويطلب منه الدفع لدى" اي فواتيركم "بالبنك وتحضر الوصل ، وعندما يقول لماذا "اي فواتيركم " ؟يفاجأ بالجواب هذه هي التعليمات ..!، وهنا يرد على الموظف فيقول له انا بأمانة عمان واريد ان اسدد لصندوقها الرسوم ،والواجب ان يتم السداد هنا ؟، فيأتي صوت الموظف المسؤول ليقول والله هذه هي التعليمات..! ، وبعد ذلك ينطلق المواطن المقهورباحثا عن اقرب بنك ، وعندما يجد البنك ، يواجه بصف من المواطنين وبموضوع الدور، وبعد ما يقارب الساعة يأتي دوره ، وبعد ان يخبر الموظفة بالخدمة التي يريد، تخبره بسرهام وهو انه عليه ان يدفع دينار للبنك ودينار ونصف لشركة" اي فواتيركم " مقابل حصوله على وصل مالي يؤهله للعودة للامانة من أجل ختم او تصديق معاملتك..!

ببساطة هذه قصة انسان يريد ان يسير بمعاملة في احدى الدوائر الخدمية والتي وجدت لخدمة العامل .! وهي اي "المعاملة" تشهد تعقيدات وضعها البنك المركزي من اجل خدمة جهة ما او دولة ما وخاصة الولايات المتحدة الامريكية التي تطلب ال "اي بان " وهو باختصار رمز تتبع حسابك الشخصي في البنوك الاردنية..! وهي ايضا قصة تعليمات فرضتها ادارة الضمان على المشتركين دون مراعاة لاحوالهم الاقتصادية او حالهم الصحي او معاناتهم ..!باختصار هي رحلة عذاب وشقاء يقف خلفها البنك المركزي وانبطحت له ادارة الضمان الاجتماعي، كما ان البنوك المسفيدة ايضا من هذه العملية انبطحت للمركزي الذي هو ايضا انبطح لرغبات وتعليمات البنك الفدرالي الامريكي كما فهمت..! اما المواطن المسحوق المقهورالذي ان احتج او اعترض فأن امامه خيارين لا ثالث لهما ،اما ان لا يحصل على راتبه التقاعدي ،او ان يذهب للسجن بعد ان تقدم احدى الجهات شكوى بحقه لانه شاغب او احتج او رفع صوته في وجه الموظف..! هذه هي حال المواطن الذي يراجع اي مؤسسة في بلادنا ..!

والحال هذه اعتقد أن بعض المسؤولين الذين ينفذون الرغبات او التعليمات الامريكية نسوا اننا بلاد الاحرار والشعب العظيم والجيش العربي المصطفوي الذي قهر وهزم الصهاينة في معركة الكرامة والذي لا يركع الا لله ، كما نسي هؤلاء تجربتنا في تسعينيات القرن الماضي عندما حاصرنا الامريكان تجاوزنا حصارهم وعشنا بكرامة ، فلا داعي لان ننبطح تحت اوامرهم ولا اريد ان اقول شيئا اخر ونعمل على تسليمهم ال " اي بان "، وليذهبوا الى الجحيم ، اما المسؤولين الاخرين الذين يعملون على تعقيد معاملات المواطن من خلال طلب الكثير من الوثائق ،اطرح عليهم السؤال التالي ، لماذا وجدت بطاقة الاحوال الذكية التي كلفت وتكلف المواطن مبالغ مالية بالملايين وبشكل دوري؟ فاذا كانت لا فائدة منها لماذا لا تتم محاسبة المسؤولين الذين فرضوها على المواطن قهرا ؟

ان ما يجري من قهر للمواطن وسلب لارادته في اختيار ما يريد او الحصول على الخدمة باقل التكاليف ، وبعيدا عن اية معاناة لا يتماشى مع ما تدعيه هذه المجموعة من المسؤولين الذين صدعوا رؤوسنا في انهم يعملون من اجل مصلحة المواطن ، اذ كيف يفهم اجبار المواطن على فتح حساب بنكي من اجل الحصول على راتبه التقاعدي؟ وكيف يفهم ان تصديق المعاملة من امانة عمان يجب ان يتم من خلال الدفع "لاي فواتيركم "وعبر البنوك حتى وانت تراجع الامانة ذاتها وتدفع رسوما لاي فواتيركم وللبنك ؟ ماذا يمكن ان نسمي ذلك ،اليس "تشليحا" للمواطن لحساب هذه الجهة او تلك ؟ ومن المستفيد ؟ واين الدولة واجهزتها من معاناة المواطن .؟ الا يقوم احد هذه الاجهزة بنقل معاناة المواطن لجلالة الملك ؟

ان ما يمارس على المواطن يستهدف الدولة بإركانها، وهو بمثابة كارثة يسعى من خلالها العابثون بمصالح المواطن واصحاب المصالح الاقتصادية والمالية وكذلك ما يقوم به البنك المركزي معهم الى اسقاط هيكل النظام السياسي والاقتصادي بالكامل،فلا يمكن ان تستمر هذه الفئة المتحكمة بالقرار الحكومي باتخاذ قراراتها التي تقهر المواطن دون ان يتدخل صانع القرار، لان الغضب الشعبي من هذه القرارات التي لا تصب في صالح المواطن اصبحت علامة فارقة بين الولاء والانتما للوطن وبين مصالح المتحكمين بالقرارات الحكومية او المتحكمين بالقرارات الاقتصادية فهل من يستمع .....؟

zazzah60@yahoo.com