مُوْتٌ ... وَفَاجِعَةٌ ؟ !!

بسم الله الرحمن الرحيم


منتصر بركات الزعبي
Montaser1956@hotmail.com

السلامُ عليكَ أيُها الشعبُ الأردنيُّ الصابرُ المرابطُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ وبعدُ :
بفارغِ الصبرِ , تلقيتَ يا شعبي َ الأبيَّ نبأ رحيل , حكومةِ البخيت الهالكة , غيرِ المأسوفِ عليها , بعد معاناةٍ وصراعٍ , أحدثه أداؤها السياسي والاقتصادي والأمني المخجل والمحبط .
وببالغِ الحزنِ والأسى , تلقيتَ نبأ التشكيلةِ الحكوميَّةِ الفاجعِ , والمخيِّبِ للآمالِ , الذي أبقى الغُصَّةَ في اختيارِ الوزراءِ على أساسِ الكفاءةِ السياسيةِ والجدارةِ هي المعيارُ, هو محضُ خرافة , يستمرؤها الناسُ ويَلَذًّ لهم سماعُهَا , ولكنَّها على أرض الواقع محض خيال .
لقد كانَ أمامَ الحكومةِ فرصةٌ ذهبيةٌ , لاستعادةِ الثقةِ , التي هي المفتاحُ الذهبيّ لنجاحِ أيِّ حكومةٍ ، لو أحسنَ رئيسُ الحكومةِ اختيارَ الوزراءِ , بعيدًا عن المحاصَّةِ والترضيات .
إنها بحق حكومة استنساخ بامتياز , ألقت بآمال وطموحات الشعب الأردني في مهب الريح , إنَّ المركبة الفضائية إذا أرادت أن تتخلص من الجاذبية , أطلقت صاروخا للدفع , فنحن بأمسَّ الحاجة إلى من يدفع المسيرة لا إلى من يعيدها إلى الوراء .
ما أودُ الإشارةَ إليه , هو الضعفُ المخجلُ لشخصيّةِ الحكومةِ وافتقادُها لمقوماتِ فرضِ احترامِها لدى الشعبِ الأردنيِّ ، ولستُ مبالغاً إنْ وصفتُ الحكومة بأكبر من هذا الوصف , في ما يتعلّق الأمر بما تمتلكه من شخصيّة تتّصف بالهشّاشة , وأقرب ما تكون إلى ألأمية السياسية إذا جاز الوصف ، وبالنظر إلى أكثر شخوصها فسنكتشف تواضع مؤهلاتهم الفكرية , والسياسية , و بساطة خلفياتهم الثقافية .
ألم يئِن الأوان لعهدٍ ونهجٍ جديد ؟ ففشلُ حكوماتِ العهدِ القديمِ أصبحَ عبئًا كبيرًا , والتكلفةُ أصبحت عاليةً جدًا .
وبهذه الفاجعة الأليمة أبعث لكل الشعب الأردني أحرَّ التعازي وأسمى آيات المواساة , وكلُّ مشاعري تشاركه الحزن والمصاب , لتقديري بعظيمِ الصَدْمَةِ والفَجِيعَةِ لشعبٍ فقدَ ثِقَتَهُ بنظامه السياسي .
أفهكذا تبقى الحكــومة عَنــدَنا كَلِمًـــا تُمَوَّه لِلْوَرَى وتُزَخْــــرَفُ
كَثُرَت دوائِرُهـا وَقَلَّ فِعْلُـــــها كالطَّبلِ يَكبُرُ وهو خـالٍ أجـوفُ
غُشَّتْ مَظَاهِرُها وَمُوّهَ وَجْهُهَـا فَجَميعُ مَا فِيْـــهَا بَهـارِجٌ زُيَّــفُ
كَمْ سَاءَنَا مِنْهَا ومِنْ وُزرَائِــهَا عَمَلٌ بِمَنْفَعَةِ المُواطِنِ مُجْـِحـفُ
أسماءٌ لَيسَ لَنَا سِوى ألفَاظِها أمَّا معانيــها فليســتْ تُعْـــــرْفُ
أفتقنعون مِنَ الحُكُومَةِ باسْمِها وَيفُوتُكُم في الأمرِ أنْ تتصرَفُـوا
لكَ اللهُ يا شعبي الأردنيّ , وهو اللطيفُ بعبادِهِ الحنَّانُ المنَّان , وهو الكفيلُ برعاية عباده , وتهيئة كل الأسباب لتدبير شؤون حياتهم , فتعزَّى بعزاء الله , وتوكَّل عليه , وثقْ بعظيم لطفه ورحمته , ورأفته , فهو الكفيل بحفظك ,( وهو سبحانه الذي سيعينك على تخطي المحنة , نعطيكَ من أنفسِنا كلَّ ما تجده بلسمًا لجراحاتك . ادعُ اللهَ سبحانه أنْ يأخذَ بيدك , ويشدَّ على قلبك ويعينك على عظيم المصاب , وَثِقَلِ المعاناةِ المودَعَةِ لديك , أعزِّيك ثانية بهذا المصاب الجلل , وأرجو من الله العلي القدير أن يجعلك من الصابرين , ويرزقَكَ العزمَ واليقينَ ويملأَ قلبَكَ أمْنًا وسكينةً , ويجعلَ ذلك في ميزانِ حسناتِك ودرجاتِك عنده إنه أرحمُ الراحمين (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَـــةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ "156" أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّـــــهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ 157) سورة البقرة) .