عبد الهادي الراجح...دولة الفساد والمحسوبية في الأردن والعقبة مثالا صارخا على ذلك




لن أتكلم كثيرا في سرد تفاصيل كبيرة وصغيرة عن رواتب كبار الموظفين والسكرتيرات وإحداهن التي تتقاضى (1500) ألف وخمسمائة دينار شهريا من غير الامتيازات الأخرى وهي لا تستحق حتى (300) الثلاثمائة دينار على ضوء ما لديها ، ولا أعلم ما هي مؤهلاتها وخبراتها للتقاضي (1500)دينار شهريا بدون أي إنتاج ، ولم نتوقف عند هذه الموظفة ، فقد ذكرت الكثير من المصادر الموثوقة أن مدير إحدى الشركات النصف حكومية +1 والمملوكة لمفوضية العقبة بلغ راتبه الشهري (20000) عشرون ألف دينار ، أكثر من (9000) تسعة ألاف دينار راتب شهري إضافة إلى (1000) دينار بدل سكن ناهيك عن المياومات والامتيازات الأخرى من علاوات وغيرها ليصل راتبه لما يقارب (20000) عشرون ألف دينار شهريا ، وكل خبراته العظيمة أنه متقاعد عسكري برتبة جنرال كما قيل ، وهناك عدد من كبار الموظفين في مفوضية العقبة وحتى مؤسسة الموانئ جاءوا من خلفيات عسكرية وليس آخرهم أفشل مدير في تاريخ مؤسسة الموانئ ، وأحد هؤلاء من كبار موظفي المفوضية جاء من جهاز أمني حساس وتم وضعه في وظيفة حساسة ومهمة جدا في مفوضية العقبة ولا نعلم هل هذه مقدمة لعسكرة العقبة الخاصة بعد تفاصيل الفشل الذي نراه في كل عمل مفوضية العقبة .

وقد قلنا من البداية أن تحويل العقبة لمنطقة خاصة مشروع فاشل وفي هذا السياق نسجل للأستاذ عبد الرءوف الروابده موقفه الوطني المبدئي من تلك المهزلة حين أعلن رأيه بشاعة لم يجرؤ عليها كثيرا من مدّعين البطولات بأثر رجعي ، حيث لم يفتح أي منهم فمه بكلمة واحدة .

اليوم عرفنا لماذا لم يجرؤ رئيس الوزراء المعّين عون الخصاونة على أتمام ما بدأ به سلفه الدكتور معروف البخيت من عملية إعادة هيكلة رواتب الموظفين لأن المتضرر من ذلك الحيتان والقطط السمان والفاسدين من كبار المنتفعين الذين يعملوا في حكومة الظل الفاسدة والكثير من المحسوبين عليها أصبحوا من كبار المسئولين وعندما يصل راتب موظف في بلد مثل الأردن إلى (20000) عشرون ألف دينار ، ماذا يعني ذلك وماذا يفعل الموظف البسيط الذي لا يتجاوز راتبه (300) ثلاثمائة دينار في منطقة مثل العقبة .

أي إصلاح يصدقه المواطن من حكومات اعتادت الكذب والدجل على شعبها ، كل حكومة تأتي تلعن سابقتها أو تلغي ما أنجزته ، ترى ماذا عن الخبراء والمستشارين الذين استعانت بهم حكومة البخيت لمشروع إعادة هيكلة الرواتب حيث سمعنا عن رواتب خيالية لهم وبعد ذلك يأتي رئيس الوزراء المعّين عون الخصاونه وبجرة قلم يلغي كل شيء ، لن أتحدث عن ألأراضي التي تم بيعها في حالة البلاش في العقبة لما قيل لنا عن استثمارات لم نراها على أرض الواقع ، ألا يعلم الأردنيون الذين أدمن بعضهم الهتاف والتصفيق لجلاديهم أن وطنهم قد بيع أغلب مؤسساته الرئيسية وبيع أو على الطريق الرئة التي يتنفس منها الأردن المتمثلة بمؤسسة الموانئ بعد تم بيع ميناء الحاويات في صفقة مريبة لا زالت تثير جدلا ، وميناء الحاويات للذي لا يعلم هو منجم من الذهب ناهيك عن بيع مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة والمناطق الحيوية وما قيل عن وجود مدير أراضي لإعطاء من لا يملك لمن لا يستحق .

الشعب الأردني اليوم بحاجة لبرلمان وحكومة حقيقية منتخبة تعيد لنا ما تم نهبه من ثرواتنا الوطنية على يد حكومة الظل الفاسدة التي لا تسأل عما تفعل ، إن الفساد ومؤسساته أصبحوا اليوم فوق القانون والإصلاح الذي نؤمن به لا يقوده الفاسدون من أرباب المرحلة العرفية البائدة أو رجال جل حياتهم بعيدين عن الوطن والمواطن ولم يعرفوا من الأردن إلا الدوار الرابع .

بقي أن أقول أن إعادة الهيكلة مشروع وطني أحبطه الفاسدون والمفسدون الذين أصبحوا هم الدولة والدولة هم ، ولا عزاء للصامتين .


عبد الهادي الراجح
alrajeh66@yahoo.com