زهير العزة يكتب .. إعلامنا الرسمي على الوعد يا كمون

أخبار البلد-

 
كتب زهير العزه

تعرضت الكلمة المقاتلة المؤمنة بوطن حر سيد غير تابع للاحلاف الدولية وغير مذعن للاملاءات الخارجية ,والمدافعة عن حقوق المواطن والمطالبة بالمشاركة في صناعة القرار ومحاربة الفساد والفاسدين منذ عقود الى هجمات شرسة متعددة عبرت عن ذاتها باستخدام وسائل عديدة تجاوزت التشدد في العقوبات الى الملاحقة بقطع الارزاق والمنع من العمل.

في المقابل كان غالبية الذين يتم استحضارهم لادارة الملف الاعلامي من خلال موقع الحقيبة الوزارية اواولئك الذين يتم تعيينهم على رأس المؤسسات الاعلامية الرسمية ، أوالذين يتم الزج بهم في المؤسسات الاعلامية الرسمية يجهدون لاظهار انفسهم كالقديسين ، الذين يخافون على المواطن وعلى الوطن اكثر من العاملين بالاعلام الخاص على اعتبار انهم شياطين لهم اجنداتهم الخاصة الهادفة الى تدمير الوطن، او ساعين لتشويه صورته وفق هذه الاجندات.

خلال المرحلة الماضية والتي تصاعدت فيها اعداد المصابين بفايروس كورونا ،اخذت كغيري من المواطنين ابحث عن ما يعطيني أجوبة على أسئلة عديدة تتعلق بتطورالاصابات محليا بفايروس كورونا، وكانت وجهتنا الطبيعية قناة المملكة او التلفزيون الاردني، وكانت المفاجئة انه لا جواب يأتي من خلال هاتين المؤسستين الرسميتين ، والمفاجئة الاخرى هي عدم وجود فرق بين ما يقدم عبر هاتين المؤسستين من حيث المضمون ،باستثناء" شو "لطيف يقدمه هذا البرمامج او ذاك ، ولكنه بالتأكيد لا يمكنه ان يأخذ من وقتي اكثر من 5 الى 10 دقائق قبل ان انتقل الى قناة عربية او غربية لعل وعسى أن أجد الجواب هناك، او اذهب الى موقع اخباري محلي من المواقع الموثوقة الرزينة لعل وعسى ان اجد الجواب عنده .

غالبية من المواطنين ينظرون للاعلام الرسمي من خلال متابعة القيادات الاعلامية ولتصريحاتهم المتعلقة بالانجازات وبعتبرونها مجرد "استعراض اعلامي" الهدف منه تضييع البوصلة التي تؤكد ان الوطن يمر بأزمة خانقة فرضتها الحلول والسياسات الارتجالية التي يتم اتخاذها من اجل الوصول بأسهل الطرق لرفد الخزينة بالمال ، حتى وان كان ذلك سيؤدي الى ادخال البلاد في حالة من الركود الاقتصادي كما هو الواقع الأن.

إن بعض الوزراء والقيادات الاعلامية التي تربعت وتتربع على عرش المؤسسات الاعلامية الرسمية والقادمة من خارج الوسط الاعلامي لم تقدم خلال السنوات الماضية خطة لمواجهة ما يتعرض له الاردن ملكا وحكومة وشعبا من حملات تضليل او اشاعات او هجمات مبرمجة هدفها النيل من كبرياء وكرامة الوطن والمواطن على حد سواء، بل على العكس استخدمت اسلوب تكميم الافواه ضد أي حر يحاول الرد على بعض الهجمات التي حركتها اجهزة دول عربية ضد البلاد والعباد في الفترة الاخيرة ، كما حاولت وتحاول استغباء الشعب من خلال الخطط الاعلامية المبرمجه التي تبثها ضد كل من يتناول السياسات الخاطئة، او من خلال نهج "الفبركة"الذي اتبعته هذه الحكومات على مدى عقود ولغاية الان ، وقد لاحظنا كيف تسعى هذه القيادات مؤخرا توجيه الرأي العام من خلال ادواتها الاعلامية لتحميل المواطن المسؤولية عن ارتفاع اعداد المصابين بفايروس كورونا والذي قال لنا عنه وزير الصحة انه" نشف" ، لنكتشف انه عاد بعد فترة بقوة اكبر مما كان عليه سابقا ..!

ومن هنا أود أن اطرح سؤالا على الحكومة ما الاضافة النوعية التي تمت اضافتها مع وجود قناة المملكة على الساحة الاعلامية الرسمية ؟ ،وما هي الاضافة النوعية الاخرى التي اضافتها العقود التي تم منحها للبعض لتقديم برامج في التلفزيون الاردني؟، الم يكن الزملاء العاملين بالتلفزيون بإجور زهيدة يقدمون مثل هذه البرامج وبمستوى متألق ؟ ثم لماذا لا يتم دعم وكالة الانباء الاردنية ؟، الا يستفيد من "يحرك الاعلام" من أهمية وجود الوكالة في غالبية عواصم العالم كما هو الحاصل عند كل الدول؟، واما الاسئلة الحاسمة فهي تتلخص بالتالي : ماهي الخطة الاعلامية للحكومة لمواجهة الحملات والاشاعات التي تنطلق من حين الى اخر ضد الوطن ؟ وما هي اسباب استبعاد اصحاب الرأي الحر عن المشهد الاعلامي الرسمي ؟ وماهي خطة الحكومة الاعلامية من أجل التعامل بشفافية مع القضايا المطروحة على الساحة الداخلية ؟ولماذا لم يستطع الاعلام الرسمي اعادة الثقة للمواطن الذي فقد الثقة بالمؤسسات الرسمية وما يصدر عنها خاصة بعد الحملة التي طالت الاعلاميين والصحفيين؟ .. اسئلة برسم الحكومة..؟ وعلى الوعد يا كمون ..!