الأضحى والأضحية

 
آخر قبل العيد
الربيع العربي مستمر رغم إقترابنا من فصل الشتاء فقط وكذلك عيد الأضحى على الأبواب وسيكون يوم الأحد من الأسبوع القادم ويجب على الثوار ان يستعجلوا قليلا ليُحضّروا أضحية العيد وحيث انهم فرغوا من إفريقيا العربيّة مؤقّتا فليس امامهم غير اسيا العربيّة وبالتحديد اليمن وسوريا فنظام الحكم فيهما آيل للسقوط رغم قرار مجلس الأمن بشأن اليمن وتدخُّل دول الجامعة العربيّة بشأن سوريا .
قبل خمس سنوات تقريبا وفي صبيحة أول ايام عيد الاضحى وأول يوم في عام 2007 تمّ إعدام الرئيس صدّام حسين وبغضّ النظر عن أفعاله في سنوات حياته وحكمه إلاّ انّه وقف رجلا مؤمنا بقدره عزّ ان يقف رجلا وقفته تلك وبقتله بدأ الإستهانة بالرؤساء العرب ولكنّ الشعوب العربيّة بقيت في صمتها وصبرها على الظلم والفساد والقهر واكتفى الزعماء العرب بترديد القول الذي يُنسب للإمام علي كرّم الله وجهه (اكلت يوم أُكل الثور الأبيض) ولم يفعلوا شيئا وظلّوا على غيّهم وظلمهم للعباد وهدر أموال الشعوب ومقدّرات الاوطان
وفي الشهر الأول من هذا العام نفضت الشعوب من قلبها الخوف وإستهانت بالموت وإستعانت بالله من اجل الحريّة وهبّت الى الشوارع حماية لأطفالهم ومستقبلهم وحماية لما تبقّى من موارد اوطانهم مطالبين بالإصلاح واجتثاث الفساد ولمّا لم يستطع القادة والحكومات تلبية مطالبهم صعّد شباب الأمة وثوّار الشعوب من مطالباتهم حتّى طالبوا بتنحّي الرؤساء انفسهم ليحدّدوا راس الهرم ويصنعوا القرار بايديهم لمصلحة شعوبهم .
وفي خلال السنة الخامسة بعد اعدام صدام وحتّى الآن تمّ التخلّص من ثلاثة ثيران آخرهم الثور الأخضر وعلى الطريق الآن ثورين يترنّحان ينتظران مصيرهما وقرار شعبيهما .
وانا اتسائل كم اضحى نحتاج لنُنظّف عالمنا العربي من كلّ النجاسات التي به ومن كل الفاسدين الذين يرتعون في حقوله ينهبون خيراته ويدمّرون مقدّراته وكيفما انّ الحكام يتمسكون بكراسيهم ويُقدّر لبعضهم إستبسالهم من اجل الكرسي ويقتلون من اجل ذلك عشرات الألوف من شعوبهم وبعضهم يهرب تاركا الوطن الذي نهبه نافدا بريشه وسيُطال يوما لينال جزائه أو أنّه بقي في بلده متوهما انّ الكرسي سيعود اليه وهو في ارذل العمر كلها اشكال واهية فبعد ان تفرغ الشعوب منها ستبدأ بتطهير اوطانها من الفاسدين والسارقين لثروات أوطانهم وستكون حربا بلا هوادة وسيكون النصر للشعوب الحرّة الشريفة وسيكون الخزي والعار واعواد المشانق تُعلّق لمُستحقّيها .
أيّام ويدقُّ الأبواب عيد الأضحى المبارك ويُهلّلُ حجيج بيت الله من فوق جبل الرحمة طالبين الرحمة من الله عزّ وجلّْ ليحمي اوطاننا ويُسعد اطفالنا ويُعيد المحتلّ من ارضنا ويُبعد الفساد عن بلادنا إنّه خير مُجيب .
من قال إنّ الشعوب كانت نائمة خانعة لجلاّديها كلاّ إنّها كانت مسلوبة الإرادة أي وكأنّها مُخدّرة وبالتالي لاتنطبق عليها قوانين العقوبات لأنها لا تدري ما تفعله وكانت بحاجة إلى مُحفّز مُضادَّ لذلك الذي خدّرها وأحبطها حتّى شعرت بوخزة الإبرة البوعزيزيّة وهي تُعالج التهاب الجرأة والكرامة وتُعيد الحماس للنفوس المُستكينة وتُؤخذُ مُشتعلة على جوع وفقر وبرد وحرمان ولكنّها غالية الثمن وعندما توفّرت الابرة وعمّ الفقر والبلاء إكتملت الشروط فكانت البلسم الشافي وعادت الإرادة المسلوبة لأصحابها فكان ربيع عربي وكانت ثورة شريفة روتها دماء الشهداء وأنّات الجرحى وآهات الثكالى وبسمات الأطفال في أعراس الحريّة والكرامة .
رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَاوَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)صدق الله العظيم
رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ)صدق الله العظيم
د.احمد محمود سعيد
دبي – 28/10/2011