القدس: ألسنة اللهب ما زالت تستعر

اخبار البلد-

 
تمر السنوات تباعا، فنستذكر مقارفة حریق المسجد الأقصى، في 1969/8/21 ،حین شاھد المقدسیون لھیب النار ینبعث من المسجد الأقصى ویتطاول لیصل سماء مدینة القدس، فھرعوا رجالا ونساء وأطفالا وكبار سن لإطفاء نار الحقد المتطرف الصھیوني على «الأقصى»، فصورتھم كامیرات العالم وھم ینقلون، بھمة وحماس، التراب في .أواني یدویة، وینقلون الماء من البیوت المجاورة للمسجد لإطفاء الحریق لقد ثبت أن حرق الأقصى لم یكن عملا فردیا، حیث قطع الاحتلال یومھا المیاه عن المنطقة المحیطة بالمسجد، وتعمد تأخیر سیارات الإطفاء التابعة لبلدیة الاحتلال في القدس حتى لا تشارك في إطفاء الحریق، بل جاءت سیارات الإطفاء العربیة من الخلیل ورام الله قبلھا وساھمت في عملیة الإطفاء، وتبین أن المواد التي تم استخدامھا في إضرام الحریق لا تتوفر إلا لدى الدول فقط ولا یمكن شراؤھا من الأسواق، وأن من قام بالإحراق مجموعة ولیس شخصا واحدا تم اعتقالھ ھو العنصري الأسترالي (مایكل دینیس روھن). وقد جاء رد الفعل الدولي مؤكدا على ما سبق محملا «إسرائیل» المسؤولیة، فصدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم (271 (لعام 1969 بتاریخ 15 أیلول/ سبتمبر الذي أدان «إسرائیل» لحرق الأقصى، ودعا لإلغاء جمیع الإجراءات التي من شأنھا تغییر وضع القدس، والتقید بنصوص اتفاقیات جنیف والقانون الدولي الذي ینظم الاحتلال العسكري. وفي العام 1980 ،جاء قرار مجلس الأمن رقم (478 ،(وھو واحد من سبعة قرارات صادرة عن الأمم المتحدة أدانت فیھا محاولة إسرائیل ضم القدس الشرقیة. ولقد لاحظ قرار مجلس الأمن الدولي (478 (عدم امتثال «إسرائیل» لقرار مجلس الأمن الدولي (476 (وأدان «قانون القدس» لعام 1980 الذي أعلن أن القدس ھي «عاصمة إسرائیل الكاملة والموحدة»، . ً باعتباره انتھاكا للقانون الدولي مع استطالة سنوات الاحتلال، استمرت الحرائق وإن بأشكال أخرى متعددة، على رأسھا الأعمال الحفریة تحت «المسجد الحرام»، إلى بناء الأنفاق المتواصلة بعضھا ببعض التي أدت إلى تقویض أساسات الحرم القدسي، كما تم السماح لمنظمات «الھیكل» بتكثیف الاقتحامات والدفع نحو بناء كنیس على جزء من الساحات لحین بناء «الھیكل» المزعوم. بالإضافة إلى عملیات التھوید والاستعمار/ «الاستیطان»، وكأن ألسنة اللھب ما زالت منذ 1969/8/21 تستعر بساحات الحرم القدسي مع تصاعد أطماع الاحتلال ومخططاتھ الرامیة لفرض التقسیم المكاني والزماني .بالمسجد، والتي یتم التمھید لھا بالانتھاكات شبھ الیومیة التي تقوم بھا قطعان «المستوطنین» تحدیدا یأتي حریق الأقصى في ظل المقارفات المستمرة حتى الیوم والتي قام وما زال یقوم بھا الاحتلال الإسرائیلي منذ عام 1948 ،وبالذات منذ 1967 ،بھدف طمس الھویة الحضاریة الإسلامیة والعربیة لمدینة القدس، ویتفاقم الحال في نطاق المخطط التھویدي الكبیر الذي یستھدف المدینة بأكملھا (بشطریھا الغربي والشرقي) دون اعتبار لحرمة المقدسات الإسلامیة والمسیحیة فیھا، لكن أیضا في ظل مقاومة شجاعة تتولاھا جموع الفلسطینیین على امتداد .أرض فلسطین التاریخیة وفي الطلیعة منھا جموع المقدسیین/ أھل الرباط