«الزول» السوداني والكيان الزائل!

اخبار البلد-

 

لو كان جعفر النميري موجوداً لطالبوه باعادة الأموال التي رشوه بها لتسهيل تسفير يهود أثيوبيا الفلاشا الى فلسطين المحتلة عبر السودان التي كان رئيسها. هو نفسه النميري الذي كان ظاهرياً «بطلاً قومياً عربياً» وفي الخفاء «عميلاً اسرائيلياً أميركيا»، شأنه شأن البعض الذي باع أمته وضميره من أجل كرسي خشبي وحفنة دولارات مسمومة أو غرور عظمة.

في مرحلة الهرولة الى اسرائيل يتسابق البعض في اثبات الولاء لاسرائيل حتى أن الناطق باسم الخارجية السوداني ادعى أن سيدنا موسى عليه السلام..سوداني ولد في النوبة. وتلك لم تكن زلة لسان بل تعبيراً عن توجه عام. اما اقالته بسبب هذا التصريح الذي قيل إن وزيره لم يكن يعلم به، فانها لم تغير من التوجه شيئاً.فقد قال إن بلاده ستكون أهم بلد يطبع مع اسرائيل.

الرجل أصر على تصريحه حتى بعد اقالته ودعا في مؤتمر صحفي القيادة الى مواجهة الشعب بما يدور في الخفاء بشأن العلاقات اسرائيل. كما دعا السودانيين للتصالح مع الاسرائيليين.

اليوم، وبعد أن « سقط القناع عن القناع عن القناع» كما قال محمود درويش، وبعد أن أصبحت الخيانة وجهة نظر، لم يعد ثمة داع للاختباء وراء شعارات كاذبة ولا لطاولة تجري تحتها اتصالات و اتفاقات سرية. أصبح كله في الهواء الطلق !

قبل أيام تحدثت وسائل اعلام صهيونية الانتماء عن أن الحديث عاد عن العلاقات «الضاربة في القدم» بين السودان وإسرائيل إلى مقدمة مسرح الأحداث بعد تضارب المعلومات حول اتصالات أخيرة بين الخرطوم وتل أبيب، على خطى الإعلان عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية «..

وأورد أحد تلك التقارير أسماء اشهر تلك العائلات اليهودية وهي : آل منديل، آل إسرائيل، أسرة عدس وتنحدر من يهود سوريا، عائلة آل سالمون ملكا، وعائلة آل باروخ، وآل قارون وهم ينحدرون من يهود المغرب، آل تمام وآل عبودي وآل الياهو وآل ساسون..

بعض هذه العائلات اعتنقت الدين الاسلامي ثم ارتدت بعد قيام إسرائيل، وأقاموا كنيسا لهم في الخرطوم وكذلك في أم درمان. وعمل أبناء تلك العائلات في تجارة الأقمشة أو المجوهرات..

يقول التقرير إن العائلات اليهودية توزعت على جميع الأراضي السودانية، ومعظمهم ينحدرون من سلالات اليهود الذين طردوا من إسبانيا عقب سقوط غرناطة أي من الـ»سفارديم»، كما يوجد العديد منهم عاشوا في مصر أولا ثم انتقلوا إلى السودان، وهم من عائلات معروفة وكانوا يحملون أسماء لا تدل على يهوديتهم، ويتحدثون باللهجة المصرية، وكذلك الإنكليزية.

القناة التلفزيونية الإسرائيلية كانت كشفتً أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من أصول سودانية، ولد في مدينة حالوف شمال السودان عام 1949، وأن الاسم الحقيقي لنتنياهو هو عطاالله عبد الرحمن شاؤول وله أقارب من ذوي البشرة السوداء من الدرجة الثانية وقد هاجرت عائلته الثرية الى الولايات المتحدة واسرائيل

وقام النادي اليهودي الذي كان المكان المفضل للقاء العائلات اليهودية بتشكيل فريق كرة قدم يحمل اسم «مكابي» والاسم يعود إلى منظمة يهودية عالمية لرعاية شؤون الرياضة..

لا ننكر أن اليهود كانوا مواطنين في البلاد العربية لهم حقوقهم وعليهم واجباتهم. فهم عرب ديانتهم اليهودية وليسوا يهوداً وطنهم «اسرائيل». فحصر الدين بمنطقة معينة يلغي شرعيته السماوية.وهذا ما تؤمن به طائفة كبيرة من اليهود ترى أن قيام اسرائيل غضب من الرب سيؤدي الى هلاك اليهود. اليهودية دين سيدنا موسى أما اسرائيل فهي صنيعة صهيونية.

فمهلاً يا «زول» فان ما تهرول اليه كيان زائل.