أبو مازن يجب ان يشارك بالقمة الثلاثية في عمان
اخبار البلد- كتب: بقلم : ابراهيم دعيبس
من المقرر ان تنعقد في عمان قمة ثلاثية تضم الاردن ومصر والعراق، ولهذه الدول الثلاث علاقات تاريخية مع القضية الوطنية، خاصة الاردن الذي ما يزال المسؤول الاول عن الحرم القدسي الشريف والمسجد الاقصى بصورة خاصة، وتربطه بالفلسطينيين علاقات منذ بداية نشأة الحركة الصهيونية حتى حرب 1967 واحتلال ما تبقى من فلسطين.
كما ان لمصر علاقات مميزة اخرى مع بلادنا وترتبط بنا بالحدود مع قطاع غزة وهي الدولة العربية الاقوى والاكبر والاكثر اهمية استراتيجية لنا وللامة العربية عموماً. اما العراق فإنه هو الآخر صاحب التضحيات الكبيرة بالدفاع عن حقوقنا وقد شارك في كل المعارك ضد الاحتلال الاسرائيلي وفي منطقة محافظة جنين توجد حتى اليوم والى الغد مقبرة لشهداء الجيش العراقي بين جنين وقباطية، وعند المثلث الذي نسميه مثلث الشهداء تقديراً للتضحيات والشهداء من الجيش العراقي.
خلاصة القول ان الاجتماع الذي سيتم خلال أيام في عمان كان يجب ان يكون الرئيس ابو مازن طرفاً رئيسياً فيه وليس من المناسب انعقاده بدون المشاركة الفلسطينية مهما تكن الاجندة المقررة له، لأن هذه الدول الثلاث لا يمكن ان تبحث أية قضايا بدون فلسطين ومواجهة الاحتلال.
نحن نقدر ونحترم هذه الدول الثلاث واهمية دورها ولكننا في الوقت نفسه كنا نتمنى ونأمل مشاركة الرئيس أبو مازن ممثلاً للقضية الفلسطينية التي هي قضية العرب الاولى أو يجب ان تكون كذلك.
ربما لم يفت الأوان لدعوة أبو مازن للمشاركة وفي كل الاحوال نحن واثقون ان قضيتنا ستكون في مقدمة جدول الاعمال رغم كل ما يحيط بالعرب عموماً وهذه الدول الثلاث من قضايا خاصة، وان كنا لا نستطيع فهم المشاكل التي تواجه هذه الدول في هذه المرحلة سوى ما نراه من تدخل تركي يتسع ويتزايد في كثير من المواقع العربية .
مأساة غزة
يواجه الاهل في قطاع غزة، أوضاعاً في منتهى القسوة والصعوبة وقد أدى انقطاع التيار الكهربائي بسبب نقص الوقود، الى زيادة المأساة والمعاناة التي يواجهها اكثر من مليوني فلسطيني يعيشون هناك.
ومن المؤسف ان هذه المعاناة يتعامل معها الكثيرون وكأنها قضية ثانوية أو ليست ذات اهمية مع انها تعتبر واحدة من أسوأ وأصعب الحالات في العالم، ويشكل الحصار الاسرائيلي البري والبحري أهم أسباب هذه المعاناة إلا ان للأمر وجهة نظر اخرى.
ان الانقسام أدى الى تعقيد الموقف، كما ان المخاوف المصرية من تسرب قوى ظلامية الى داخل اراضيها جعلها تشدد الخناق على القطاع وتزيد بدون قصد، من معاناته.
ان المسؤولين في قطاع غزة هم أكثر الناس تحملاً للواجب المطلوب، وعليهم تدعيم ثقة كل الاطراف المعنية بالقطاع وضرورة تقديم المساعدة له.
ان زيارة القائد الحمساوي اسماعيل هنية الى تركيا ومهاتفة الرئيس اردوغان للرئيس ابو مازن في الوقت نفسه ومع وجود هندية في انقرة، ربما يدل على محاولة تركية لايجاد مخرج. ولكن هذا ليس هو الوسيلة الافضل لمعالجة الموضوع، لأن تركيا تواجه في هذه المرحلة شكوكاً عربية واسعة في مواقفها، خاصة وقد أرسلت قوات الى ليبيا وتحتل أجزاء من شمالي سوريا والعراق.
ان غزة في كل الاحوال، تعاني كثيراً، وأهلها يدفعون الثمن باهظاً ولا بد من ايجاد مخرج بأية وسيلة ممكنة من هذا المأزق المأساوي.
الضم الصامت
رسمياً وعلناً، توقفت اسرائيل عن ضم الاغوار كما كان نتنياهو قد هدد وتوعد، ولكنها من ناحية عملية وميدانية تواصل عملية الضم الصامت، أي اقامة المستوطنات ومصادرة الارض ومنع المواطنين من الوصول الى ممتلكاتهم واراضيهم، كما يحدث بصورة خاصة في منطقة الاغوار نفسها التي ادعوا انهم توقفوا عن ضمها.
ومن الناحية الرسمية ايضاً فقد اكد نتنياهو ان الاتفاق التطبيعي مع دولة الامارات لا يتضمن وقف الضم اطلاقاً كما حاولت بعض المصادر ان تقول، وانما تأجيل ذلك حتى الظروف المناسبة.
وهذا الضم الصامت هو كالسرطان الذي ينهش الارض والآمال بالمستقبل والدولة الموعودة وعلينا ان نتوقف عن تكرار البيانات والشعارات ونتعامل مع هذه الاوضاع بصورة جدية وعملية.