هل كان ياسرعرفات يهوديا؟!


تأتيني رسالة بالايميل،وتوزع على نطاق واسع،وتعيد نبش سيرة ياسر عرفات،وتقول انه كان من عائلة يهودية،وفقاً لرواية القيادي الفلسطيني احمد جبريل،وذمة من نسبت اليه هذه الرواية!.

لاتعرف سبب توزيع هذه الرسالة بعد سنوات من موت الرجل،الذي قيل ان ذات اسرائيل هي التي قتلته،وهكذا تتناقض القصة،فلو كان يهودياً يخدم اسرائيل فلماذا تقتله وتدس السم له،في الطعام او الدواء،وُتنكل به كل هذا التنكيل؟!.

فوق ذلك قوطع عرفات خلال آخر ثلاث سنوات من عمره،لان اسرائيل كانت غاضبة عليه،ولم يكن يتحدث اليه أي زعيم عربي،وفوق ذلك حوصر مقره،وتم هدم المقاطعة فوق رأسه في رام الله.

يراد للشعب الفلسطيني،ان يشك في كل قياداته،فالجميع خونة ومرتزقة،والجميع تجار وسماسرة وجواسيس،ويعملون مع الموساد،وقد نقرأ غداً رواية تحرق اسماء شهداء ورموز معروفة،لان الهدف بث روح الشك والكراهية بين الجميع.

التقيت عرفات مرتين في حياتي،الاولى في فندق الاردن،مطلع التسعينات،ذات حوار صحفي،وكان قد خرج لتوه من لقاء مع الرئيس اليمني السابق،علي ناصر محمد،الذي كان ينزل في ذات الفندق،خلال عقد المصالحة اليمنية في عمان.

الثاني في مقر مكتبه في رام الله،نهاية التسعينات،مع وفد يرأسه عبدالهادي المجالي رئيس مجلس النواب الأسبق،والجلسة استمرت لساعتين بكل مافيها من تفاصيل واسرار وحكايات.

في آخر عام من حياته،وخلال حصاره في مقر المقاطعة تحدثت معه هاتفياً،لاسأله عن ظروفه ووضعه في تلك الايام الصعبة،والرجل كان متفائلا،برغم ارتجافة صوته وتعبه مما يحيط به من حصار.

ينسب الايميل رواية الى صحيفة الرأي العام الكويتية نشرتها في عددها الصادر في12/12/1996 نقلاً عن مراسلها في القدس الذي يقول أنه اطلع على تقرير سري أعده أحد أعضاء الوفد المرافق للراحل فيصل الحسيني أثناء زيارته إلى دمشق،آنذاك.

كان هذا التقرير ُمعدًا للعرض على عرفات، وكانت مفاجأة التقرير المعلومات التي فيه وأنه أثناء اجتماع الوفد مع أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية،تحدث جبريل للحسيني والحضور عن جذور عرفات وأصوله دون أن يرد عليه الحسيني.

بدأ جبريل كلامه قائلاً..»يا فيصل،عمك الحاج أمين الحسيني تحالف مع الألمان من أجل قضية فلسطين، وعندما صدر قرار مجلس الأمن الداعي إلى تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، رفض الحاج أمين التوقيع على هذا القرار وغادر إلى لبنان وبقي هناك إلى أن توفاه الله تعالى».

أضاف جبريل..»الحاج أمين كان يحذرنا من ياسر عرفات، وكان يقول لنا هذا الرجل ليس من آل الحسيني كما يدعي، وبعد تدقيقنا في هويته والرجوع إلى المرجعية الإسلامية لآل الحسيني في المغرب أفادتنا هذه المرجعية بأن عرفات ينحدر من أسرة يهودية هاجرت إلى فلسطين اسمها القدوة،وعمل والده بعد ذلك خادمًا لدى آل الحسيني في القدس، ثم تزوج من امرأة عربية من عائلة السعود التي تعتبر فرعاً من آل الحسيني، وهي التي أنجبت عرفات».

هذه هي الرواية المنشورة في التقرير الصحفي الذي نشرته الصحيفة الكويتية،آنذاك،ومصدرها تقرير سري،مرسل الى ذات ياسر عرفات يكشف للاخير ان جبريل اتهمه بكونه من جذور يهودية خلال لقائه مع الراحل فيصل الحسيني.

هل التقرير من اساسه صحيح،خصوصاً،اننا شهدنا في تلك السنين تزوير مئات المحاضر،وسط حالة التناحر الفصائلي،وهل يجوز لحركة فتح والسلطة الوطنية ولعائلة عرفات،ولمن عرفوه عن قرب ان يسكتوا على كل هذه الاهانات؟!.

شهيداً شهيداً شهيداً.