فلسطين وأبي..
اخبار البلد-
كنا في زمن ماضي نشم رائحة فلسطین وقراھا من حدیث الآباء والأجداد ومن كانت قبلتھ وشغلھ الشـاغل ونظرتھ
للحیاة من تلك البقعة الطاھرة التي ذكرت في القران الكریم وسیرة رسولنا المبعوث رحمة للعالمین وصحابتھ وقادة
الفتح، لم یكن ینازعھا في الحب والشوق أي منازع لھذا وجدت وحفرت في قلوب ابناء الأردن مكاناً خالداً سیـبقى
ما دام ھذا القلب ینبض ویمدنا بالحیاة، بیعنا وتجارتنا وعلاجنا موطنھ فلسطین الحبیبة على قلب والدي رحمھ الله
.ومن مثلھ كانت دروب قرى ومدن فلسطین مرسومة في عقلھ وكان القلب ینبض بحبھا
فلسطین جوھرة التاج العربي ولن یتغیر مكانھا او مكانتھا رغم كل ما یحاك ضد انسانھا وارضھا وتاریخھا
وخطوط خریطتھا المرسومة على الحجارة وسیقان الأشجار ودفاتر الصغار، نابلس مدینة الحب الأولى لأبناء
الأغوار وخاصة والدي یذھب إلیھا دون موعد أو تفكیر ھي محطتھ الأولى والأخیرة وحدیثھ المعبق برائحة طیبة
أھلھا وشموخھم إلى آخر یوم في حیاتھ، رسم لنا دروب القرى في نابلس وأریحا وطولكرم، واسماء ابناء تلك المدن
والقرى والمواقف التي یعتز بھا من شعب جبار وصامد، كانت القدس درة النقاء العربي والریادة في كل شيء
اعتبرھا في تلك الأي?م بنظره ھي سیدة المدن وسیدة السلام ومنھا یكون الدخول إلى العز العربي المتمثل في
فلسطین، حدیث المساء لا یخلو من قریة فلسـطینیة أو عائلة ھناك كان لھ معھا موقف سمو وخیر ونبل وكانت
القدس قبلة المسلمین الأ،ولى وقبلة أبي ایضا الأولى والأخیرة، لا غیرھا یكون الحدیث لھا، یزید أبي في تناول
الذكریات وانھ كان یسیر الى فلسطین على قدمیھ في بعض الأحیان، لا یفصلھا عن دیارنا في «دیر علا» فقط
.مسافات قلیلة تملئ بحدیث تملأ بالشوق لدیارھا وشجرھا وناسھا
قصص مجیدة لأبطالھا یرویھا لنا كما تحدث بھا أھلنا في تلك البقعة الطاھرة، عشق بطولة الشھداء الثلاثة عطا
الزیر وفؤاد حجازي ومحمد جمجوم ولابد أن یبكي ویحن لثرى تلك الطاھرة في الأرض والسماء، حدثوا أبي
واقروا بأن أبطالاً من الجیش الأردني وقادة من ابناء شعبنا كانت أرواحھم وما یمتلكوا لأجل فلسطین وترابھا
وقبورھم تشھد بذلك على امتداد أرض فلسطین الحبیبة، كان الأردني ھمھ أن تكون فلسطین سیدة ھذه الأمة،
وانتـشالھا ومعاندة الاتفاقیات واللوبیات التي ھدفھا ھدم قیم فلسطین ووجودھا المثبت بالكتب السماویة وسیرة رسل
الله تعالى?للبشریة، كنا قرب فلسطین وسنبقى إلى أن یرث الله الأرض وما نشاھده من تسخیر كل الجھود الرسمیة
والشعبیة للوقوف صفا واحد أمام «صفقة القرن» ومخططات الظم ھو دیدن قیادتنا، فلسطین الزیتون والتین
.وبیارات البرتقال، فلسطین قبلة أھل ھذه الأمة للنھوض من جدید أمام الأمم الاخرى