ماجدة الرومى تمسك العصا من المنتصف

مشروعات فنية كثيرة نسمع، عنها بعضها يظل فى إطار المشروع ولا يخرج إلى النور، والبعض الآخر تكون قيمته أقل بقليل من توقعتنا، وقليلة هى المشروعات الفنية التى تجمع أكبر عدد من الفنانين والمطربين، وتشكل علامة فارقة أو على الأقل تعيش فى الذاكرة، منذ أوبريت "وطنى الأكبر"، وعلى شاكلته القليل من الأعمال التى باتت من العلامات الفنية فى تاريخنا الموسيقى، نظرا لمشاركة أكبر عدد من المطربين فيها لتميز الموسيقى والكلمات والألحان، لذلك تفاءلنا عندما سمعنا وقرأنا عن أوبريت جديد يتم التحضير له وينتجه المنتج الأمريكى "كونسى جونز"، ويشارك فيه العديد من نجوم الغناء فى الوطن العربى وعلى رأسهم السيدة ماجدة الرومى، والتى قامت بوضع كلمات الأوبريت بمشاركة الشاعر حبيب يونس.

ويبدو أن حماس الرومى شجع الكثير من المطربين ومنهم لطيفة وشيرين عبد الوهاب ومروان خورى وتامر حسنى والذين تحمسوا دون مناقشة كافة التفاصيل، وكيف يناقشون والعمل من إنتاج اسم لا يستهان به فى عالم الغناء، كما أن العمل يهدف إلى دعم أطفال الوطن العربى المحتاجين، وأرباحه ستذهب إلى مشروعات تعليمية لأطفال الشرق الأوسط، وبالتعاون مع الأمم المتحدة كما حدث فى العام 1985 عندما تم إنتاج أغنية "we are the world" الشهيرة.

الأغنية شارك بها مايكل جاكسون وكانت وقتها لدعم أطفال أثيوبيا، وفجأة تناقلت وسائل الإعلام خبر انسحاب المطربة الكبيرة ماجدة الرومى، بعد أن علمت أن الأوبريت سيتم بثه على إحدى القنوات الإسرائيلية، رغم أنها سجلت صوتها، ولكن يبدو أنها رفضت المشاركة فى التصوير، وبعد تلك المعلومات والتصريحات المتداولة أدركت الرومى أنها وضعت باقى النجوم المشاركين فى حرج حقيقى، فهى عرفت معلومة واتخذت قرارا منفردا ولا أحد يعرف هل قامت بذلك لتكون الأكثر بطولة منهم والرافضة للتطبيع مع العدو _ بفرض أن هذا الأمر يعد تطبيعا _ صراحة حاولت أن أفهم موقف السيدة الكبيرة، والتى أحترم صوتها وموهبتها ومواقفها_ وكنت أفهم أنها كنجمة لها تاريخ كان عليها وبمجرد معرفتها لهذه المعلومة أن تعود لزملائها من المطربين المشاركين والذين وافق بعضهم لمجرد وجود اسمها، وكان عليها أن تستشيرهم ليختار كل منهم أن يكمل مع المشروع أو ينسحب، ولكن أن يستيقظوا بين ليلة وضحاها ليجدوا الرومى قد انسحبت، ويبدو أن المطربة الكبيرة سرعان ما أدركت حجم الحرج الذى وضعت فيه باقى المشاركين، لذلك اكتفت بأن يصدر مكتبها الإعلامى بيان يؤكد فيه أن انسحابها من الأوبريت جاء لأسباب مهنية ولعدم توافر الكثير من الشروط وهى جملة فضفاضة لم تحمل أى توضيح أو معلومة لذلك تبقى ورسخ فى الأذهان السبب الأول الذى سبق وصرحت به السيدة ماجدة الرومى، والتى يبدو أنها حاولت الإمساك بالعصا من المنتصف بمعنى تأخذ أرضية عند الجمهور وتحاول ألا تغضب أحدا من زملائها، ولكن هناك أمورا لا يجوز فيها منطق ما بين البين.