مخطط الضم الفعلي يتقدم بصورة دراماتيكية

اخبار البلد-

 
رَكَّزَ المشروعُ الاستعماريُّ الاستيطانيّ في فلسطين على مصفوفة الضّبط والسّيطرة بهدف تطويع الفلسطينيّين واحتوائهم وتأمين تبعيتهم والسّيطرة على حركتهم.. قبل النكبة وبعدها، اعتمدت الحركةُ الصهيونيّةُ وأتقنتْ أدواتٍ عدّة لتحقيق أهداف الضّبط والسّيطرة، من بينها صناعة الخرائط. التي تمكن . من شرعنة أيّ تغيير للوقائع الديموغرافيّة والجغرافيّة على الأرض، وتثبيتها كمعطىً سياسيّ وتوثيقها قانونيّاً، بحيث تُوَظَّف في خدمة أهدافها الاستعماريّة؛ في خدمة السّيطرة على الأرض وطرد أهلها، وتغيير الواقع الجغرافيّ عبر سياسات التهويد.
في النصف الثاني من السبعينيّات تصاعد اهتمام «إسرائيل» بصناعة الخرائط، وارتبط ذلك بالبناء الاستيطانيّ في فلسطين. استفادت «إسرائيل» من فرض سيطرتها المباشرة على الضّفة الغربيّة من أجل زيادة عدد المستوطنين والمستوطنات من 26 مستوطنة عام 1977 إلى 118 مستوطنة عام 1990. وتتضاعف العدد بعد أوسلو .و التوقف عند طبيعة التوسع الاستيطانيّ الحاصل حتى مطلع تسعينيات القرن المنصرم، أدركت حكومة الاحتلال الإسرائيلي في حينه حجم التغيُّر الجغرافيّ الذي خَلَقه على الأرض، والحاجة إلى توثيق وتثبيت هذا التغيير الجغرافيّ الهائل بواسطة الخرائط. ونرى ذلك في استعجال المفاوض الإسرائيليّ فرض الخرائط المصنوعة إسرائيليّاً على طاولة المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينيّة في أوسلو، والتي تحتوي على رسوم وصور وبيانات عن الأرض والسّكان.
اعتمدت «إسرائيل» في أوسلو على الخرائط التي أنتجها مركز ترسيم الخرائط الإسرائيلي، وهو مركز تابع لوزارة البناء والإسكان الإسرائيلية، ويهتم بعملية الإشراف والتخطيط والتنفيذ لعملية صناعة خرائط مساحة وخرائط جغرافيّة وفقاً للاحتياجات الاستعمارية. تعودنا وفق ذلك فرض حكومة الاحتلال فرض سياسة الأمر الواقع وعلى الرغم من مزاعم وقف الضم تصادق سلطات الاحتلال على مشاريع استيطانية كبيرة استنادا للخرائط وفق ماهو مخطط له ،الاحتلال الإسرائيلي يواصل خطوات توصف بأنها «ضم فعلي». فقد صادقت «الإدارة المدنية» التابعة لجيش الاحتلال، على مشاريع استيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، الأسبوع الماضي، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» اليوم، الأحد. وتهدف هذه المشاريع الاستيطانية، وفقا للصحيفة، إلى ربط الكتلة الاستيطانية «بنيامين»، الواقعة في منطقة رام الله،، مع القدس المحتلة. وأكبر هذه المشاريع، هو شق طريق سريع بين المنطقة الصناعية «بنيامين» مع المنطقة الصناعية عطروت في شمال القدس، ويمر عبر نفق طوله 600 متر، يمرّ تحت حاجز قلنديا وبلدة الرام.
وفي إطار شق هذا النفق، ستصادر سلطات الاحتلال أراض فلسطينية. ونقلت الصحيفة عن بروتوكول خطة العمل في هذا المشروع الاستيطاني، الادعاء أن «تخطيط المشروع تم بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، لأنه سيخدم حركة تنقل الفلسطينيين أيضا». وفي إطار شق هذا النفق، ستصادر سلطات الاحتلال أراض فلسطينية. ونقلت الصحيفة عن بروتوكول خطة العمل في هذا المشروع الاستيطاني، الادعاء أن «تخطيط المشروع تم بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، لأنه سيخدم حركة تنقل الفلسطينيين أيضا».وصادقت «الإدارة المدنية» للاحتلال على مشروع آخر مرتبط الشارع رقم 60، ويشكل الشارع الوحيد الذي يستخدمه المستوطنون من مستوطنات «آدم»، «بساغوت»، «بيت إيل» و»عوفرا» للوصول إلى القدس مباشرة. ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تطرق في السنوات الأخيرة إلى هذه المنطقة بوصفها «كتلة استيطانية رابعة»، إلى جانب الكتل الاستيطانية «معاليه أدوميم» و»غوش عتصيون» و»أريئيل»، سيتم ضمها إلى إسرائيل كي تشكل جزءا من «متروبولين القدس».
كذلك تمت المصادقة على شق طريق آخر بين الكتلة الاستيطانية «بنيامين» والقدس المحتلة، تمتد من مستوطنة «آدم» حتى حاجز حزما شمال شرق القدس، شارع التفافي الولجة، جنوب القدس، ويربط الكتلة الاستيطانية «غوش عتصيون» مع القدس، وذلك «بهدف توسيع (مستوطنة) هار حوما، بـ560 وحدة سكنية جديدة»، وفقا للصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في المنظمة الحقوقية الإسرائيلية «جمعية عير عميم»، أفيف تتارسكي، تأكيده على أنه «بالرغم من الضم الرسمي للمناطق (المحتلة) تم ارجاؤه حاليا، لكن الضم الفعلي يتقدم بصورة دراماتيكية».