النفاق السياسي لدى الإسلام السياسي
اخبار البلد-
اتفاق التعاون الإماراتي الإسرائيلي بوساطة أميركية، الذي أعلن عنه قبل أيام يعبر بشكل واضح عن مستقبل وشكل الشرق الأوسط الجديد بأولوياته وعلاقاته السياسية وكيفية حل القضايا العالقة فيه، وهو نتاج للتطورات بالمنطقة التي بدأت فعلياً منذ احتلال العراق للكويت وما تلاها من متغيرات.
لا يحدث هذا التدفق من الانتقادات بمنأى عن إيران، التي لم تغب عن المشهد، وهي الدولة التي اشترت أسلحة من إسرائيل في حربها مع العراق، وكل ما قامت به من تدمير في العراق وسوريا المستفيد الأول منه إسرائيل، أما المرتزقة «الإخوان» في «حماس»، وتحديداً المنقلبون على الشرعية الفلسطينية فهم يؤيدون احتلال إيران للجزر الإماراتية ويريدون من الإمارات أن تكون مواقفها على مقاسهم وهم من دمر قضية فلسطين، بل عززوا الانقسام بالشارع الفلسطيني ولم يحترموا دماء عربية أراقتها طهران في سوريا والعراق، وهرول معظمهم ليقدم واجب العزاء في الإرهابي قاسم سليماني، على اعتبار أنه «شهيد القدس» من وجهة نظرهم القاصرة، وهو لم يطلق رصاصة على إسرائيل، فحفلة النفاق والمزايدة على الإمارات من قبل كل هؤلاء في أوجها، فقد وجدوا ضالتهم في إعادة تقديم أنفسهم كأصحاب الحق الوحيدين في قضية فلسطين، بل يريدون أن يكون موقف الفلسطينيين أنفسهم تابعاً لأهوائهم ليكون ورقة يستفيدون منها في لعب أدوار تخدمهم ولا تخدم هذه القضية الاستراتيجية.
لقد أسقط الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي ورقة التوت عن المتاجرين بهذه القضية، وحتى لو كان التعاطي مع كيان كإسرائيل، لكن في عرف السياسة لا بد من العمل على كل السبل التي تخدم القضايا الكبرى، وألا تترك للمتاجرة وإطلاق الشعارات كما يفعل هؤلاء الدجالون الذين يرون أنه لو وقُع سلام عربي إسرائيلي فسيكونون أكبر الخاسرين، إذ لم يعد هناك ما يتاجرون به وسيواجهون أخطاءهم الداخلية والخارجية التي ارتكبوها ويحاولون تغطيتها بالمزايدات بمثل هذه القضايا.
عندما تنظر لهذه العلاقات الإسرائيلية التركية العالية المستوى وكذلك مع قطر وبالخفاء مع إيران وأذنابهم وما قدموه من خدمات لهذا الكيان من خدمات بتدمير المنطقة وتأجيج الصراعات الطائفية ودعم الإرهاب الذي لم ينفذ مرتزقته من «داعش» وغيرها أي عمليات إلا في الدول العربية، ولم يحركوا ساكناً تجاه إسرائيل، نعي حجم الألم الذي كشفته مواجهة الحقيقة لواقع الشرق الأوسط، وما سيسير عليه والذي في النهاية سينهي كافة أشكال الارتزاق من قضية فلسطين التي تاجر بها الكثيرون ممن سقطت أنظمتهم، بل حتى بعض قادة الفلسطينيين تاجروا، ويبدو أنهم لا يرغبون في حلها لأنها باب رزق لهم، فلو انتهت لأصبحوا مطالبين ببناء دولتهم والاعتماد على إمكانياتهم، وهذا ما لا يرغبونه، فعينهم على المساعدات والإعانات التي أثرتهم وأصبحوا من كبار التجار بسببها، وشركاتهم خير شاهد على ذلك.
وذلك يوضح المسار تفصيلاً، لنهاية بما سمي إجحافاً بـ«الربيع العربي»، وما هو في الحقيقة إلا دمار أنتج دولاً فاشلة وغير بمعطيات سياسية كثيرة لكن شيئاً واحداً لم يتغير، ألا وهو مواقف المنافقين وداعمي الإرهاب والفوضى وعلى رأسهم رئيس تركيا إردوغان، الذي باتت مواقفه أضحوكة لحجم النفاق والدجل الذي يعتريه، فقد هدد بسحب سفيره من الإمارات احتجاجاً على الاتفاق، وكأنه على عداء مع إسرائيل التي يقيم معها علاقات كاملة، وعلم بلاده يرفرف في تل أبيب وحجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل يصل إلى ستة مليارات دولار وشركات الدفاع الإسرائيلية تصنّع بتركيا وتطور معدات جيشها، فعن أي مرحلة من النفاق والانحطاط يتكلم، واقترن موقفه مع مواقف الساسة القطريين الرافضين للاتفاق، رغم أن الدوحة هي أول عاصمة خليجية هرولت لإسرائيل، ثم زارها بيريز رئيس إسرائيل السابق وتجول بمحطة الجزيرة مرتع المرتزقة.
لقد أسقط الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي ورقة التوت عن المتاجرين بهذه القضية، وحتى لو كان التعاطي مع كيان كإسرائيل، لكن في عرف السياسة لا بد من العمل على كل السبل التي تخدم القضايا الكبرى، وألا تترك للمتاجرة وإطلاق الشعارات كما يفعل هؤلاء الدجالون الذين يرون أنه لو وقُع سلام عربي إسرائيلي فسيكونون أكبر الخاسرين، إذ لم يعد هناك ما يتاجرون به وسيواجهون أخطاءهم الداخلية والخارجية التي ارتكبوها ويحاولون تغطيتها بالمزايدات بمثل هذه القضايا.
عندما تنظر لهذه العلاقات الإسرائيلية التركية العالية المستوى وكذلك مع قطر وبالخفاء مع إيران وأذنابهم وما قدموه من خدمات لهذا الكيان من خدمات بتدمير المنطقة وتأجيج الصراعات الطائفية ودعم الإرهاب الذي لم ينفذ مرتزقته من «داعش» وغيرها أي عمليات إلا في الدول العربية، ولم يحركوا ساكناً تجاه إسرائيل، نعي حجم الألم الذي كشفته مواجهة الحقيقة لواقع الشرق الأوسط، وما سيسير عليه والذي في النهاية سينهي كافة أشكال الارتزاق من قضية فلسطين التي تاجر بها الكثيرون ممن سقطت أنظمتهم، بل حتى بعض قادة الفلسطينيين تاجروا، ويبدو أنهم لا يرغبون في حلها لأنها باب رزق لهم، فلو انتهت لأصبحوا مطالبين ببناء دولتهم والاعتماد على إمكانياتهم، وهذا ما لا يرغبونه، فعينهم على المساعدات والإعانات التي أثرتهم وأصبحوا من كبار التجار بسببها، وشركاتهم خير شاهد على ذلك.