"الناتو" يعلن رسميا انتهاء 7 أشهر من الأعمال العسكرية في ليبيا

أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" أمس رسميا عن انتهاء مهمته التي دامت سبعة أشهر في ليبيا رغم دعوة الحكام الجدد في طرابلس لاستمرار الدوريات الجوية حتى نهاية العام.
وقال الأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن ان "مجلس الحلف الاطلسي أكد القرار الذي اتخذ قبل اسبوع. العملية ستنتهي في 31 تشرين الاول (اكتوبر) الحالي". ومجلس الحلف هو الهيئة الادارية للحلف التي وسعت لتضم ممثلي خمس دول غير اعضاء.
واضاف ان "مهمتنا العسكرية انتهت"، مؤكدا ان الحلف "أنجز التفويض التاريخي للامم المتحدة بحماية الشعب الليبي".
وعبر عن ارتياحه لأن عملية "الحامي الموحد" هي "واحدة من أنجح العمليات في تاريخ حلف شمال الاطلسي"، مؤكدا في الوقت نفسه أن "النصر حققه الشعب الليبي".
لكن راسموسن رأى انه ما يزال على الليبيين "القيام بعمل كبير لبناء ليبيا جديدة على اساس المصالحة وحقوق الانسان ودولة القانون".
واضاف ان "الشعب الليبي يمكنه ان يتولى بنفسه أمر مستقبله وأمنه".
ومن المتوقع ان تحلق طائرات التحالف للمرة الاخيرة يوم بعد غد في اجواء ليبيا بعد قيامها بأكثر من 26 ألف طلعة جوية وبعد ان قصفت زهاء ستة آلاف هدف في عملية ساعدت الثوار على الإطاحة بمعمر القذافي الذي حكم البلاد 42 عاما.
وكانت هذه العملية أدت الى انقسامات داخل الامم المتحدة حيث اتهمت روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا الحلف الاطلسي بتجاوز التفويض الممنوح له.
من جانبه، صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان قرار الامم المتحدة اظهر ان ليبيا دخلت "مرحلة جديدة"، غير ان زعيمها الانتقالي مصطفى عبدالجليل حذر الاربعاء الماضي من ان الموالين للقذافي ما يزالون يشكلون تهديدا.
وتعززت مخاوف عبدالجليل بما تردد من ان رئيس الاستخبارات السابق لنظام القذافي عبدالله السنوسي الذي فر من ليبيا تمكن من الانتقال من النيجر الى مالي.
وقال نائب رئيس المجلس عبدالحفيظ غوقة أول من أمس "سمعنا وتأكد بصورة او بأخرى ان عبدالله السنوسي عبر الى النيجر".
ومن غير المعروف ما اذا كان نجل القذافي ومن كان ينتظر ان يخلفه، سيف الإسلام القذافي برفقة السنوسي. وكان قد تردد في وقت سابق ان سيف الإسلام يختبئ في النيجر بعد قتل والده في سرت في العشرين من تشرين الاول (اكتوبر).
لكن مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو صرح أمس أن المحكمة تجري "اتصالات غير رسمية" مع سيف الإسلام بشأن إمكان تسليم نفسه الى المحكمة التي تلاحقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وقال مورينو اوكامبو، بحسب بيان "لدينا اتصالات غير رسمية مع سيف عن طريق وسطاء"، مضيفا "مكتب المدعي العام ابلغه بشكل واضح بأنه اذا ما سلم نفسه الى المحكمة الجنائية الدولية، سيكون لديه الحق بتقديم افادته امام المحكمة وسيكون بريئا حتى ثبوت العكس".
من جانبه، عرض الامين العام للحلف الاطلسي مساعدة النظام الليبي الجديد على اصلاح القطاع الأمني للبلاد، غير أن التحالف استبعد مرارا ارسال قوات على الارض.
وقال مسؤول في الاطلسي ان بعض الحلفاء يمكن ان يعرضوا تقديم مساعدة للمجلس الانتقالي في "ادارة المجال الجوي" والسيطرة على الحدود، غير ان هذا سيتم خارج مظلة حلف شمال الاطلسي.
واتخذ الاطلسي قرارا تمهيديا الاسبوع الماضي بإنهاء عملياته في نهاية تشرين الاول (اكتوبر) بعد ان قدر ان المدنيين صاروا بمأمن من الهجمات في اعقاب مقتل القذافي وسقوط سرت.
ورغم ان الحلف الاطلسي نفى بشدة استهداف القذافي خلال الحملة، فقد وجه ضربة جوية على قافلته اثناء فرارها من سرت ما أدى الى الإمساك به وقتله في ظروف مثيرة للجدل على ايدي قوات المجلس.
واخيرا، في تونس قال محامي البغدادي المحمودي رئيس الوزراء الليبي السابق في عهد العقيد الراحل معمر القذافي، لوكالة فرانس برس انه لم يفرج حتى صباح مس عن المحمودي المسجون منذ شهر في تونس رغم صدور حكم قضائي الخميس بالإفراج عنه.
وكان القضاء التونسي اصدر أول من أمس حكما بالإفراج المؤقت عن المحمودي (70 عاما) في انتظار قرار بشأن تسليمه الى ليبيا في 22 تشرين الثاني