الحل... بازل فلسطيني

اخبار البلد-

 

عندما وجدت الحركة الصهيونية أن ظروف العالم لم تخدمها وأن التعويل على دولة بذاتها أو مجموعة من الدول لتحقيق أهدافها كان الخيار الوحيد المتاح أمامها هو توحيد صفوف يهود الشتات بما فيها من طاقات مالية وسياسية وإعلامية كانت هامة لإطلاق مشروعها الإستراتيجي الهادف لإقامة دولة لليهود في أي مكان، حيث اجتمع ممثلو الحركة الصهيونية من كل أنحاء أوروبا وأماكن التواجد الأخرى في المؤتمر المشهور في العام 1897 في مدينة بازل السويسرية هذا المؤتمر الذي وضع اللبنات الأساسية لإقامة الكيان الصهيوني. هذه التجربة التي كانت سبباً في تدمير حلم شعب بأكمله وإقامة دولة لليهود على أنقاض دولته تدفعنا لأن نعيد التفكير مجدداً وبأساليب مختلفة لإنجاح مشروع الدولة الفلسطينية هذا الهدف الذي يجب أن نعمل عليه كشعب موحدين دون التعويل على أي طرف مهما كان حجمه أو تأثيره أو موقعه فالتجارب التي يزخر بها تاريخ الأمم تؤكد بوضوح أن الشعوب قادرة على خلق المعجزات وتحقيق أهدافها، لهذا فإن الحل الأمثل الذي نطرحه من خلال مقالنا هذا هو المراهنة على الشعب الفلسطيني وحده الذي يمتلك الطاقات التي تستطيع ليس فقط بناء دولة بل دولاً بأكملها فحالة الاغتراب التي عانى منها شعبنا بعد النكبة كان لها نتائج من أهمها وجود ملايين الفلسطينيين في أماكن مختلفة من العالم هذا الأمر الذي أنتج الآلاف من الخبرات السياسية والاقتصادية والإعلامية القادرة على العمل بشكل موحد لإنجاز المهمة الأسمى لشعبنا. من هنا فإن الدعوة لمؤتمر فلسطيني شامل بكل ممثلي شرائح شعبنا وكل الطاقات الفلسطينية داخل فلسطين وخارجها يكون هدف هذا المؤتمر هو وضع خطة فلسطينية قابلة للتطبيق، فنحن بأمس الحاجة الآن للتوافق وتعاون مختلف فئات شعبنا في مختلف أماكن تواجده في إطار عمل مؤسساتي حقيقي يكون مرتبطا بجداول زمنية وأهداف واضحة في مختلف مراحل العمل الذي سيكون قادرا خلال سنوات معدودة على تحقيق هدفنا المشترك في إقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرف.