ُ عن نتانیاھو قبل.. "السقوط "

اخبار البلد - محمد خروب

 

اسبوعان فقط تبقّیا لنتانیاھو كي «یستنقذ» نفسه، بعد وصول مناوراته الى نھایتھا, اذ تنتھي في الخامس والعشرین من الجاري المهلة التي يمنحها القانون لاقرار ميزانية دولة العدو ، كون قطبي الائتلاف القائم لم يتفقا (ويبدو انهما لم يتفقا ) حول مدة الميزانية وما اذا كانت لسنة واحدة (كما يصر نتنياهو في لعبة مكشوفة للتملص من اتفاقية الائتلاف ) ام لسنتين كما يروم رئيس حزب كاحول / لافان غانتس ، الذي تستبد به المخاوف من تملص نتناهو كي يحول دونه والوصول الى رئاسة الحكومة في تشرين الثاني على 2021 بل صرح في اعتراف ((نادر)) يعكس مدى الاهمال الذي يبديه نتناهو تجاهه بانه (غانتس) لو تراجع الان ووافق نتنياهو لميزانية سنة واحدة فانه نتنياهو لن يقيم له وزناً بعد ذلك سيمرر ما يريده دون استشارته .


نتنیاھو لن یقیم له وزنا بعد ذلك, وسیمرر ما یریده دون استشارته نتنیاھو المولع باستطلاعات الرأي یُدرك انه وحزبه في تراجع, وقد بات في موقف اكثر ضعفاً مما كان علیه خلال جولات الإنتخابات الثلاث, عندما فشل بحسم اغلبیة یمینیة تسمح له بمواصلة موقعه, وتراجع احتمالات تملّصه أو إحباط محاكمته بالتھم الثلاث الموجھة الیه بالرشوة والإحتیال واساءة الأمانة, إذ بات یُؤرقه إقتراب موعدھا في الأول من كانون الأول القریب، وبخاصة في ضوء المظاھرات العارمة ُ المطلبة باستقالته وتحمیله مسؤولیة عرقلة اجراءات القضاء وفشله في معالجة فیروس كورونا والتسبّب في الذھاب الى انتخابات رابعة باتت شبه مؤكدة بعد ان رفعت  الأحزاب الحریدیة ایدیھا من وساطة عملت علیھا, مھدّدة نتیاھو بعدم دعمه في حال أخذ البلاد الى انتخابات رابعة .

نتنیاھو لا یستسلم وھو یبدي عناداً یستبطن ُ رعبا من احتمالات انھیار المجد «الشخصي» الذي عمل بلا كلل على مراكمته, ولھذا یحاول اللجوء الى لعبة ربما تكون الأخیرة قبل اضطراره الى عقد صفقة مع النیابة العامة, یتم بموجبھا ُ اسقاط التهم الموجهة اليه مقابل استقالته واعتزال العمل السياسي .


نتنیاھو یسعى الآن لتأسیس حزب یمیني جدید, لیس انشقاقا عن اللیكود بل رفداً له ومساعدة لحصد المزید من المقاعد, وتمكینه من تأمین اغلبیة یمینیة (61 مقعدا أو اكثر) لتلافي احتمالات قیام ائتلاف حكومي خارج اطار كتلة الیمین. وھو الذي رمى الكرة في ملعب حلیفه ترامب المأزوم ایضا, في ما خص ُ مخطط َ «الضّم» في وقت تتزاید فیه التحلیلات التي ترى ان مخططا كھذا بات صعب (ولیس مستحیل) التحقّق, قبل معرفة نتائج الإنتخابات الرئاسیة الأمیركیة وما اذا كان ترمب سیُواصل البقاء في البیت الأبیض ام سیدخله بایدن, احیث لا یُقلق نتنیاھو نجاحه كون في إسقاط كلمة «الإحتلال» من برنامج الحزب الدیمقراطي في الإنتخابات الرئاسیة, ویُقیم في الوقت ذاته الأخیر أسھمَ علاقات شخصیة متینة مع نتنیاھو. دون إھمال ان نتنیاھو سیكون ھو الآخر, أمام اختبار صنادیق الإقتراح اذا ما وعندما , في ظل ما یحدث الان من تجاذبات تذھب دولة العدو الى انتخابات رابعة. وھو احتمال ُ مرجح إن لم یكن مؤكداً .ومكائد وتصفیة حسابات في الكیان العنصري الإستیطاني.