نائل الكباريتي .. الرجل الذي لم يغره المنصب فكان العقباوي الأصيل والرجل المسؤول في آن !!

خاص- أخبار البلد – في الواجهة الأردنية الإستثمارية، اتجهت أنظار المستثمرين العرب والأجانب في الحقبة الأخيرة من عمر الدولة الأردنية إلى منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، التي عايشت رؤساء عديدين أسهم البعض منهم في الارتقاء بالجانب الاستثماري وخدمة الاقتصاد الوطني، في حين أخفق البعض في تحقيق أي إنجازٍ يذكر، لتضطلع غرفة تجارة العقبة عبر رئيسها نائل الكباريتي بالكثير من المهام التي وازنت بين نتاجات عملية النجاح والفشل لمسؤولي المدينة السياحية الأولى عربياً، والتي ينظر إليها الاردنيون دائما بوصفها الورقة الرابحة الأخيرة لإقتصادنا الوطني الأردني ذات الحساسية الأهم والأخطر في منظومة الدولة الأردنية .

 

وليس بعيدا عن العين السابق ورئيس غرفة تجارة العقبة، نائل الكباريتي، الذي مازج بين الرجل المسؤول وأبن الشارع العقباوي، ضلت العقبة رهان الاردنيين حاضرا ومستقبلاً،سيما وأن سيد البلاد جلالة الملك القائد خصّها بكثير اهتمامه وتوصياته، الأمر الذي التقطه الكباريتي جيدا،حيث أسس ونفذ على أثره برامج عديدة كان من شأنها أن غدا الواقع التجاري في المدينة رافعة ناجعة لإسناد عجز المديونية، عبر حراكٍ اقتصادي غير مسبوق تولاه الكباريتي على أفضل وجه .

 

نائل الكباريتي صاحب التوجه الوطني الحقيقي، لم يغره المنصب في الإنحياز للشخصي ، وجاهر بأكثر من مقام بضرورة مكافحة الفساد كأولوية وطنية وركيزة أساسية لتحقيق الإصلاح الشامل الذي تحتاجه البلاد، قادته أفكاره المنهجية وإدراكه الواسع لخدمة واقع الاقتصاد الوطني، فبرع في استقطاب المؤتمرات والفعاليات الاقتصادية لتحط برحالها في ثغر الأردن، وسار بخطىٍ واثقة جنباً إلى جنب والرؤية الملكية المنادية بالإصلاحات الجذرية للمؤسسة الأردنية في كل أشكالها، ومناديا بالالتفاف حول تلك الرؤية التي رأى فيها الكباريتي بأنها الأداة الأهم في تعزيز مكانة الأردن المتميزة بين دول العالم، فنشط بشكل فردي على أكثر من محور ذي صلة بجلب الاستثمارات الخارجية وتفعيل دور القطاع الخاص في الاستثمار الداخلي، ومحذرا بذات السياق من خطورة التشكيك في المشاريع المقامة في الأردن و/ أو بطور الإنشاء أوالطعن في طريقة إحالة العطاءات على المستثمر، حيث يكمن برأيه الدمار الكامل للاقتصاد الأردني، ومطالبا بأن يكون الكل مسؤولا من موقعه لحماية المنظومة الأردنية دولة واقتصاد .

 

 وعلى الصعيد الخاص لشخص نائل الكباريتي، عرف عنه جملة من الخطوط الحمراء التي يؤمن بها، ويأبى الخوض بثوابتها، وذلك تجاه حالة التطبيع الحكومي المرهون باتفاقية السلام، ورفضه بالكامل لأي تعاطي مع أطراف ذات صلة بالمشروع الصهيوني التطبيعي الذي تحاول دولة الكيان الاسرائيلي فرضه على المناخ الاقتصادي الأردني، ولا عجب، فوالده أحد أبرز رجالات العقبة ممن عاصروا الدولة الأردنية الحديثة، حيث يستذكره العقباوين بكثير من الود والاحترام، وهو الرجل الذي عرف عنه انه شخصية وطنية تؤمن بالفعل لا يالقول، وله باعٌ طويل وكبير مع أطياف الحراك السياسي الذي ترك بصمته على المدينة في حقب زمنية متفاوته، عاصر خلالها الأب الرجالات الحقيقية التي صنعت اإرث الوطني لجيل السبعينيات وما تلاها، ليحط نائل الكباريتي بثقة وثقل على مسار أبيه، ليكون البوصلة الاردنية الحقيقية للأردني صاحب الهوية الأردنية الأصيلة، حيث تناقل مقربون منه من رفضه لبيع منزله بمبلغ 2 مليون دينار حين تنامى إلى علمه بأن المنزل سيؤل إلى مشترٍ صهيوني، فرفض البيع ، وكان ان تم بيع المنزل بنصف القيمة، في ثمنٍ لم يكن بذي خسارة لما يحمله من مبدأ وموقف حر أصيل، أضف إلى ذلك ما يؤكده المقربون أنفسهم من امتناع الكباريتي مؤخرا من اعطاء شهادة منشأ لتاجر جلب تمور اسرائيلية أراد تسويقها لدول الخليج ودول الجوار، هذا الى جانب ما أكدته ممارساته الوطنية من مجابهة التطبيع حين أصدر أوامره بمنع احد المحاضرين الصهاينة من تقديم محاضرة اقتصادية في غرفة تجارة العقبة، مصرا الكباريتي من جانبه بأن العقبة وغرفتها التجارية، وقبلا هواءها وماءها هي هوية اردنية عربية مسلمة لا موطئ فيها لصهيوني عدو .. هكذا هم رجالات الأردن الحديث .. وهكذا هي القيادات الشابة التي ندى بها سيد البلاد وانتظرها الاردنيون طويلا !!