(حوادث الصحراوي).. السبب في الطريق أم مستخدميه؟
اخبار البلد-
لطریق الصحراوي لم یعد مجرد شریان مھم یربط بین جنوب المملكة بالعاصمة عمان، بل أصبح عنواناً متداولاً
للاعلام ونشطاء التواصل الاجتماعي، بسبب الدماء التي أریقت علیھ؛ نتیجة حوادث سیر مفجعة تتعدد أسبابھا،
.منھا الطریق والسرعة الزائدة وصلاحیة المركبة والتجاوز الخاطئ
فھو مسرح یومي لحوادث ألیمة على أخطر ممر بري نفقد فیھ العشرات من المواطنین سنویاً، رغم السیر بإتجاه
.تأھیلة الذي تجاوز الإنجاز فیھ قرابة 93 بالمئة
المتابعون یرون بأننا دفعنا ثمناً باھضاً من الأرواح حتى یُنجز الطریق للحد من ظاھرة الموت المتكرر، خاصة
وأن حصاد الأمس خمسة مواطنین أبریاء؛ فلا یمر یوم إلا ونسمع عن حادث بشع؛ فالرقابة على الطریق باتت
.ضرورة وھو ما تسعى لتعزیز إدارة السیر لمراقبة السرعة بعد افتتاح الطریق رسمیاً
أحد نشطاء التواصل الاجتماعي طالب بلوحة شرف لشھداء الصحراوي، توضع على مناطق مختارة من الطریق
الممتد من العقبة إلى عمان؛ فالشھداء دفعوا أرواحھم ثمناً لتحسین الطریق وتأھیلھ من أجل سلامة الآخرین، وھو
.حافز لمستخدمیھ للتروي في السیر واستخدام الإرشادات لتجنب الحوادث
ربما یصبح الصحراوي حكایة أردنیة ترددھا الأجیال، حتى یتوقف نزیف الدم على ھذا الشریان الحیوي المھم،
فمسلسل الحوادث ما یزال مستمراً حتى اللحظ، وھناك من ینتظر إنھاء الأعمال في الطریق؛ لكن البعض یرى بأن
.غالبیة الحوادث أسبابھا مستخدمو الطریق الذین یقودون بسرعات عالیة ویقترفون خطر التجاوز الخاطئ
المحامي رضوان المجالي الذي یستخدم الطریق باستمرار، یرى بأن الأسباب لوقوع الحوادث كثیرة ومتشعبة،
.أھمھا الطریق بوضعھ الحالي؛ ثم اسلوب القیادة المستفز لدى البعض وعدم إعطاء الأولویة والتجاوز الخاطئ
وأشار إلى أنھ یرتاد الطریق منذ 20 عاما ولم یتعرض لحادث واحد ذلك أن سرعتھ بین 70 - 90 كلم، نظراً
.لخطورة الطریق والأعمال الإنشائیة علیھ، وكثرة التحویلات؛ داعیاً إلى التقید بالسرعة المحددة
في الثمانینات كان الطریق بمسرب واحد، وھو الأمر الذي یزید الزمن المقطوع من العقبة إلى عمان الضعف
وأحیاناً الضعفین، وبعد أن تم تحویلھ إلى إتجاھین تقلص الزمن، لكن نسبة الحوادث ازدادت بسبب السرعة
والتجاوز. السؤال الذي یطرحھ نشطاء التواصل الاجتماعي، ھل ستقل الحوادث بعد تأھیل الطریق نھائیاً؟
إذا كان الجواب بنعم، فذلك یعني أن المشكلة تكمن في رداءة الطریق، فإن ثمة مسؤولیة كبیرة تقع على كاھل
.مستخدمي الطریق
احصائیات الأمن العام تشیر إلى أن معدل الحوادث على الطریق الصحراوي سنویا 201 حادث، ومعدل الوفیات
السنوي 43 وفاة سنویا؛ بید أن المسلسل لم ینتھ بعد رغم دوریات السیر وكامیرات المراقبة، فالمطلوب وعي
.المواطن وثقافة مجتمعیة بعواقب السرعة والتجاوز
الكثیر من الضحایا فقدوا أرواحھم نتیجة طیش سائق، فمنھم من یودع عزیزاً أو یستقبل، فھؤلاء ماتوا بلا ذنب
.اقترفوه سوى أنھم كانوا في عھدة سائقین لم یحفظوا الأمانة ولم یراعوا قواعد الالتزام
فإذا كانت لوحة الشھداء تذكر المستھترین التوقف عن الطیش في السیاقة، فیجب العمل على وضعھا بأسرع وقت،
.مع تعزیز برامج التوعیة التي یمكن أن تحد من المشكلة