وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر..!!


لم يمرعلى مصروالامة كلها..ليل اشد سوادا من هذا الليل، الذي يوشك أن يتحول الى ليل ابدي
ولم تكن الامة كلها، بجاجة الى قمر يبدد سواد هذا الليل.. ويهتك استار الظلام الذي يلفها كما هي اليوم.!!
ومن هنا.. وجدناها الان تستذكر ثورة 23 تموز الخالدة، التي تصادف ذكراها المجيدة اليوم.
تستذكر قائدها وفارسها عبد الناصر.. وفي مسامعها يتردد صهيل خيل الاحرار الذي انطلق من قاهرة المعز.. ومن على ضفاف النيل الخالد بصيحة العزة والكبرياء « ارفع راسك يا اخي فانت عربي».. و«على الاستعماران يحمل عصاه ويرحل»..!! ليلامس صداه مسامع الامة كلها من عدن الى الرباط..
وبوضع النقاط على الحروف..
فلم تتعرض مصر منذ عهد الفراعنة والى اليوم، الى خطر يستهدف وجودها، كما تتعرض اليوم..فها هي اثيوبيا تنفذ مؤامرة صهيونية –اميركية لئيمة..لتجفيف مياه النيل، والحكم على17% من ارض مصر الزراعية الخصبة بالموت عطشا، والحكم على ملايين الفلاحين بالضياع.. والحكم على شعب بكامله بالموت البطيء، والخروج من التاريخ، والحكم على حضارة عمرها سبعة الاف عام بالاندثار..!!
العدوان الاثيوبي يقرع كل نواقيس الخطر، وينبه شعبنا المصري الى جملة حقائق اهمها:
ان كل ما قدمته مصر السادات لم يقنع العدو الصهيوني واميركا بالكف عن المؤامرات التي تهدف الى تركيع مصر، وانهاء دورها، وشطب تاريخها النضالي... وتشظيتها الى دويلات متناحرة،متقاتلة.. فتناسلت وتكاثرت خلايا الموساد بصورة لا تصدق..
الخطر الاثيوبي لا ولن يتوقف..فلقد رفضت «اديس ابايا» الاتفاقيات السابقة التي تنظم الاستفادة من مياه النيل، واستغلت الوساطات والمحادثات للبدء في ملء السد،وفرض الامر الواقع.. وهو ما يذكرنا بسياسة العدو الصهيوني باقامة المستوطنات وفرض الامر الوافع في الارض المحتلة.. وها هو وزير الري السوداني يعلن وقف مضخات المياه على النيل بعد انخفاض مستوى المياه..
الازمة الليبية والتدخل التركي السافر اضاف هما اخر للهموم المصرية، فالتدخل الدولي في ليبيا لا يعني الاستيلاء على النفط الليبي فحسب. بل يعني تعريض الامن القومي المصري للخطر. في ظل الجماعات الارهابية التي جندتها تركيا للقتال مع حلفائها.. وامكانية استباحة الحدود المصرية الليبية من قبل هؤلاء المرتزقة.
المشهد الليبي يشي بتحويل القطر الشقيق الى سوريا اخرى. وساحة لتصفية صراعات الدول المتناحرة، ومن جهة اخرى هو استمرار للفوضى الهدامة التي بداتها اميركا في عدد من الدول..وها هي مرحلتها الثانية تتجه الى الاشتعال للانتقال الى دول جوار ليبيا.. شانها شان الموجة الثانية من وباء «الكورونا»..
باختصار..
مصر تمر في اخطر مراحلها، وهي بحاجة لمنقذ يحمل طروحات عبد الناصر وشجاعته وصلابته وارادته، ليقلب الطاولة في وجه الجميع، ويقطع الطريق على المؤامرة والمتآمرين ومن لف لفهم من المتأسرلين والمطبعين.. وعلى سماسرة اميركا والمطبلين للبترودولار.
مصر والامة كلها تفتقد سيفها وابنها البار ناصر.. وقد تجاسرت عليها بغاث الطير..
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
اللهم احرس بهية.!!