من يصنع الرأي العام الأردني؟

ھل لدینا رأي عام أردني ومن یصنعھ؟ سؤال لا تحتاج الإجابة علیھ إلى طویل تأمل، في واقعنا وفي حجم التناقض بین المواقف التي نتخذھا بین عشیة وضحاھا، لنكتشف أنھ في معظم الأوقات لیس لدینا رأي عام متماسك، باستثناء حالات استثنائیة یتوحد بھا الأردنیون حول قضیة وطنیة أو قومیة، وغالباً ما یتم ذلك على أساس الفزعة،لذلك سرعان ما یعود الحال إلى ما كان علیھ من فوضى الرأي العام في الرؤیة والتناقض في .المواقف تساھم جملة من العوامل في صناعة ھذه الحالة في طلیعتھا وسائل تواصل اجتماعي مترعة بالغث والسطحیة والإشاعات، ومع ذلك فإن الكثیرین من الأردنیین ینقادون لھا، ویروجون إشاعاتھا ویصدقون سخافاتھا، ویبنون مواقفھم ویصدرون أحكامھم على أساسھا. وقد زاد الطین بلة أن الكثیرین من صحفي الإثارة والفبركة انتقلوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وصاروا ینشرون من خلالھا خزعبلاتھم، ویمارسون من خلالھا ابتزازھم، وھذه كلھا تصب في خانة تشویھ الرأي العام الأردني وتضلیلھ وتناقضاتھ، غیر أن أخطر ما في وسائل التواصل الاجتماعي وتأثیرھا السلبي على الرأي العام الأردني أن ھناك غرفاً سوداء لا یخفى وجودھا على العین الفاحصة، وھي غرف خبیرة في صناعة الإشاعات المضللة، المبنیة على جزء من الحقیقة، تستخدم ھذه وسائل التواصل للتأثیر على الأردنیین، فتنتشر الإشاعات بینھم انتشار النار في الھشیم، لتلعب دورھا المطلوب في تضلیل الأردنیین وھز ثقتھم .بدولتھم ومؤسساتھم وقبل ذلك بأنفسھم غیر وسائل التواصل الاجتماعي وإشاعاتھا وغرفھا السوداء، ودورھا في تضلیل الرأي العام الأردني وتمزیقھ، ھناك دور ممنھج في ھذه العملیة تقوم بھ الكثیر من مؤسسات المجتمع المدني الممولة تمویلاً أجنبیاً، لأنھا تخدم أجندات خارجیة تصب في تمزیق النسیج الاجتماعي، من خلال العبث بمنظومة القیم، بكل ما تتركھ ھذه العملیة من تأثیر سلبي، یمزق الرأي العام الأردني، خاصة في القضایا ذات البعد الاجتماعي، وتأثیرات ذلك على الأبعاد .السیاسیة والاقتصادیة ثالثة الأثافي في تأثیراتھا السلبیة على الرأي العام الأردني، ھي شلل السیاسیین الأردنیین الذین یتناحرون فیما بینھم، من خلال إطلاق الإشاعات التي تلمز ببعضھم، لكنھا في النھایة تلمز بأداء الدولة الأردنیة وتضلل الرأي .العام الأردني، وتھز ثقتھ بدولتھ من خلال ھز الثقة برجالھا ومؤسساتھا كل ھذه مؤثرات سلبیة في بناء الرأي العام الأردني جعلتھ ھشاً متقلباً سھل الانقیاد، وقد ساعدت ھذه العوامل السلبیة في أن تأخذ مداھا في التأثیر السلبي، غیاب المؤسسات الرسمیة عن أداء دورھا في بناء الرأي العام وترشیده، وفي الطلیعة منھا الإعلام المھني المنتمي للدولة وخطابھا، وھنا یكمن الخلل الحقیقي وھو غیاب الخطاب الرسمي المتماسك والمقنع، الذي تنقلھ وسائل الإعلام وأدوات الثقافة والخطاب الدیني فھذه كلھا غائبة، لذلك یتم .تضلیل الرأي العام الأردني واستباحتھ بلال حسن التل