جدلية "الضم" بين الرزاز ودينس روس


رئيس الوزراء لا يمانع من اقامة دولة ديموقراطية موحدة على ارض فلسطين، يتساوى فيها المواطنون في الحقوق، لكن الرزاز سرعان ما استدرك ليؤكد أن قادة الكيان لن يقبلوا بهذا الحل؛ خوفًا من انقلاب المعايير الديموغرافية لصالح الفلسطينيين؛ ما يجعل من حل الدولتين الاكثر واقعية كنتيجة للعرض التحليلي الذي قدمه الرزاز.

اقتراح الرزاز جاء في معرض مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية، طغت فيها صورة الرزاز المثقف على السياسي بطرح مشروع مضاد لمشروع الابارتهايد والترانسفير المتوقع كنتيجة للضم.

الموقف الاردني لم يتغير، وعمان متمسكة بحل الدولتين كحل واقعي يحول دون تهجير الفلسطينيين من ارضهم، وتقويض الاستقرار الاقليمي؛ الامر الذي اكده بعد ساعات من نشر تفاصيل لقاء الرزاز وزير الخارجية ايمن الصفدي في اثناء محادثاته مع نائب رئيس الوزراء البلغاري بتأكيد حل الدولتين.

الرزاز لم يكن الوحيد الذي اشتبك مع ملف الضم؛ فدينس روس مبعوث السلام السابق نشر مقالًا في صحيفة اسابل اليوم حذر فيه من مخاطر الضم على الكيان الاسرائيلي، وعلى الاستقرار الاقليمي، مؤكدا ان الهرب الى الضم سيواجه برفض قوي من جو بايدن في حال فوزه في الانتخابات، وسيدفع نحو تراجع شعبية ومكانة "اسرائيل" في الولايات المتحدة الامريكية.

لم يأت الرزاز بجديد، كما لم يأت دينس روس بجديد أيضًا، وجل ما فعله الرزاز انه شارك في جدل عميق يدور في اروقة مؤسسات صنع القرار في اوروبا وامريكا؛ فمراكز البحوث ومؤسسات صنع القرار السيادية تشهد تدافعًا قويًّا تطاير شرره لتطال الرأي العام ووسائل الاعلام الغربية التي باتت جزءًا من جدل يتوسع، ويزداد اهمية، خصوصا لمرحلة ما بعد الانتخابات الامريكية في المنطقة والعربية والغرب.