تقارب فتح وحماس وزيارة شكري المتأخرة



تزامن وصول وزير الخارجية المصري سامح شكري الى رام الله مع اعلان حركة فتح وحماس عن فعالية مركزية مشتركة في غزة لمواجهة صفقة القرن، بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية.

اعلان فتح وحماس وضع زيارة شكري في مكانها الصحيح؛ فزيارة وزير الخارجية المصري جاءت متأخرة عن موعدها بأسابيع متزامنة مع الاشتباك المصري مع إثيوبيا وحكومة الوفاق الليبية، لا مع الاشتباك الفلسطيني ومع الادارة الامريكية والكيان في ملف "الضم"، متخلفًا بذلك عن نظيره الاردني ايمن الصفدي الذي بادر بزيارة تضامنية في ذروة الاشتباك مع الادارة الامريكية، لا بعد ان تراجعت الهجمة الامريكية الاسرائيلية!

مصر من حقها ان تبحث عن تضامن عربي في ملف سد النهضة من شعب عربي مقاوم ومحاصر من الادارة الامريكية والكيان، كما انه من حق فتح وحماس توظيف زيارة شكري واستثمارها في مواجهة ملف الضم بالاعلان عن الفاعلية المركزية لحظة وصول الوزير المصري شكري.

ورغم أن زيارة شكري متأخرة، إلا أنها مناسبة لنقل رسائل الى الكيان الاسرائيلي، والى الدول المتحمسة للتطبيع مع الكيان بتأكيد قدرة الفلسطينيين على مواجهة الضم وتداعياته من خلال الوحدة والعمل الفلسطيني المشترك.

وأخيرًا، فإن ارتباط التحركات المصرية تجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة بالاشتباك الاعلامي العنيف مع جهات اعلامية عربية ممولة خليجيًّا وجهت سهامها للمقاومة الفلسطينية والسلطة في آن واحد، يعد فرصة للرد على جهود تعطيل المصالحة الفلسطينية من قبل قوى اقليمية متحمسة للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي؛ بحثًا عن دور إقليمي وسياسي في الملف الفلسطيني.

ختامًا: لا شك ان القوى الفلسطينية على اختلاف تراكيبها وتوجهاتها ضاقت ذرعًا بالحملات الممنهجة، والهجمات الشرسة، والحملات التطبيعية المدمرة التي تستهدف نضالها؛ ما يجعل من زيارة وزير الخارجية المصري شكري فرصة لإيصال رسائل إلى أطراف عربية مندفعة الى التطبيع بعدم جدوى هذه السياسية؛ أملًا في أن تعيد النظر في نهجها السياسي المضطرب، والمختنق بالأخطاء المتراكمة.