خطاب الاحتلال الاعلامي قائم على العنصرية والكراهية
يحمل الخطاب الاعلامي الاسرائيلي معاني مليئة من المغالطات والأكاذيب والتضليل والتحريض ضد الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية وخصوصا الرئيس محمود عباس صاحب المبادئ الاصيلة ويعد الخطاب الاعلامي الاسرائيلي خطابا عنصريا ايديولوجيا وظلاميا يعبر عن ممارسة التطرف ويدعو إلى الكراهية وممارسة العنف ويتجاهل وبشكل مقصود الوضع القائم وخلفيات الصراع التاريخي والمتمثل بقيام مجموعات الارهاب الاسرائيلي المنظم اساسا باحتلال الاراضي الفلسطينية وسرقتها عبر التاريخ وأن الاحتلال هو المصدر الفعلي والدائم لجميع التوترات والانفجارات التي تشهدها ساحة الصراع عبر السنوات المتعاقبة على قيام دولة الاحتلال على انقاض الشعب الفلسطيني المهجر والمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية.
وقد عملت اليات الاعلام الاسرائيلي على توجيه الرأي العام الدولي والمحلي ووضعت اجهزة الاعلام الامني والمخابراتي وأخذت على عاتقها حرف وتوجيه الرأي العام باتجاهات بعيدة كل البعد عن الحقيقة لإخفاء الوجه البشع لاحتلال شعب آخر وتهجيره وطرده من أرض وطنه وقتل أبنائه والتنكيل اليومي بهم وما يشاهده العالم ميدانياً على شاشات التلفاز وعلى الهواء مباشرة من جرائم ترتكب بحق ابناء الشعب الفلسطيني بالإضافة الي تلك الاعتداءات بحق القدس وعلى امتداد الأراضي الفلسطينية من اعدامات ميدانية واستهداف لكل ما هو فلسطيني وحرمان الاسرى بداخل السجون من ابسط حقوقهم الحياتية الاعتيادية كل ذلك يمثل حقيقة وفكر وتطرف قادة الاحتلال الاسرائيلي ويعكس سياسة الاحزاب الاسرائيلية بمختلف توجهاتها والداعية الى ممارسة الارهاب واستمرار اعلان الحرب ضد الشعب الفلسطيني وقيادته فحكومة الاحتلال تدفع الملايين لدعم مشاريع الاستيطان وسرقة الاراضي الفلسطينية وتحافظ على منظومتها الامنية العسكرية وفي الوقت نفسه لا تستجيب الى كل النداءات الدولية وهذا يدلل على عمق الكراهية وطبيعة الخطاب الاعلامي الايدلوجي الظلامي الذي تتبناه حكومة الوحدة الاسرائيلية والتي تغرق في ظلام دامس وان هدفها الوحيد هو استمرار الاحتلال وإعادة انتاج المنظومة التابعة للاحتلال بما يكفل انتشار قوات جيش الاحتلال وتمركزها ليخدم مخططات صفقة القرن الامريكية بأشكال جديدة ويضمن الحفاظ على توسيع دولتهم على حساب شعب فلسطين الذي يدفع ضريبة هذا التطرف والعنف والعدوان التاريخي على حقوقه والتنكيل به وسرقة حلمه في اقامة وطن ودولة وعنوان.
لقد اثبتت الاحداث المتلاحقة القدرة الوطنية العالية للقيادة الفلسطينية وحرصها على اهمية الحفاظ على الانجازات الكفاحية وحماية المكتسبات النضالية والمشروع الوطني من خلال التصدي والوقوف في وجه الاحتلال ومواجهته غطرسة وعربدة الاحتلال وإرهابه بحق الشعب الفلسطيني والعمل على وضع حد لتلك السياسات وعزل الاحتلال على المستوى الدولي من خلال التمسك بالحقوق الفلسطينية والسعى الى توسيع دائرة الاعتراف الدولي بإقامة الدولة الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني.
يخوض الشعب الفلسطيني في هذه الاوقات الحرب ضد كورونا وضد الاحتلال وأنه اعلن العزم على المضي قدما واستمرار الجهود وبذل كل ما في استطاعته من اجل مواجهته لجائحة كورونا وتصديه لغطرسة الاحتلال وحمايته لمدينة القدس من اجل الحفاظ عليها فلسطينية عربية اسلامية شامخة وعدم السماح لمن كان ان يعبث ويصادر الحقوق الوطنية التاريخية للشعب الفلسطيني بالقدس وأرضه الفلسطينية حيث يتعامل الشعب الفلسطيني ويدرك تماما بان اراضيه محتلة وان خيارات المواجهة قائمة ويفرضها الاحتلال فالصراع القائم هو صراع من اجل الوجود والحفاظ على الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني ولا يمكن ان ينتهى هذا الصراع الا بإقامة الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها وعودة الحقوق الى اصحابها.
*سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية