دولة الرئيس ... من فمك أدينك !!

دولة الرئيس ... من فمك أدينك !! راتب يوسف عبابنة لقد أحبطنا دولة الرئيس بعبارته "ألنزيه إما مريض أو يحمل جنسيتين" فكانت خطأ قاتلا لأنها تعميم ينسحب على ستة ملايين اردني ولأنها قيلت من قبل شخص ما زال يحبو نحو تشكيل فريقه الوزاري مع قناعتنا أنه جاء ليؤسس بولايته العامة للنزاهة. في الحالة هذه يستحيل أن يأتي الرئيس بدليل واحد ليثبت مقولته . لماذا؟ هل تبخر النزيهون من بين الاردنيين ؟ هل فقط النزاهة لا يمارسها إلا هؤلاء المرضى ومزدوجو الجنسية ؟ ألمريض معذور عن خدمة وطنه بسبب مرضه وعلى الوطن أن يخدمه وندعو له بالشفاء . أما المزدوج الجنسية عندما يوضع أمام اختيار خدمة الأردن او التمسك بجنسيته الأخرى ويختار الجنسية الأخرى يكون قد اختار وطنا آخر أي فضل وطنا آخر على الأردن. وبالتالي لا يشرف الأردن أن يحوي أناسا كهؤلاء قد تخلوا عنه بل ليفارقونا لأوطانهم ليخدموها وتخدمهم . كنت من الذين تفائلوا بقدوم السيد الخصاونة لكن عبارته الشهيرة تلك أفقدتنا كثيرا من التفاؤل ، بمعنى أن من اختارهم كفريق عمل ليس لهم من النزاهة نصيب وبالتالي لا خير يرتجى منهم . ربما لم يكن يعني دولته ما تعنيه العبارة بحرفيتها, لكن عندما تقال من شخص كان تحت المجهر ولم يسبقه رئيس حكومة بما خضع له من فحص وتمحيص وتشريح من قبل الصحافة والشارع والأحزاب وقبلهم جلالة الملك, فإنها تعطي مدلولا باليأس عنده وهذا مالانرضاه ويزعزع الثقة التي طبعت آراء الأردنيين به . أكاد أرى أن هذا الرأي بالأردنيين سيكون ذريعة للكثيرين يوما ما لمناكفة الرئيس وفريقه . فكان الأحرى بدولته أن يحتفظ بذلك لنفسه ويتحاشى الإفصاح به على الملأ لأن الغالبية اسبشرت خيرا به لكنه لم يوفق في هذا الجانب وأحبط الكثيرين ممن كانوا عونا له . فدع عنك النزاهة والنزيهين يا دولة الرئيس ولتكن الرقابة والمتابعة والمحاسبة والعقاب والحافز هي قانونك وسلطانك على فريقك وعلى كل موظف في الدولة . فيا دولة الرئيس ، لا يعقل ان الملايين الستة جميعهم لا تقربهم النزاهة بل هي حصريا مقتصرة على من هو مريض أو مزدوج الجنسية . وعلى هذا المبدأ ما رأيك بفريقك الوزاري ؟ ليس بينهم من هو مريض وليس بينهم من هو مزدوج الجنسية . إذا من فمك أدينك دولتك . وحمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد. ababneh1958@yahoo.com