حكومات تعدّ تشكيلاتها في " في مطابخ الفساد"... فكيف هم طهاتها؟!!!
الدكتور ثابت المومني لقد اختلط "الحابل" بالحق مع "النابل" في الباطل لا سيمّا ونحن نرى حكومات تتوالي كل منها تلعن أختها ، لتأتي "خاتمة اليقين" بأننا والوطن قد تهنا ما بين "حانا ومانا". لقد تشكّلت حكومة الخصاونة في نفس المطبخ الذي تشكلت فيه الحكومات السابقة جميعا بعيد وصفي التل رحمه الله ... ولكن ما حدث في العقود الأخيرة أن مطبخ تشكيل الحكومة قد شابته "نوائب" لا نعلم أهي من طهاته أم من تدخلات المتطفلين على صنع الحكومات في مطبخ كم تمنينا أن يبقى طاهرا نقيا ليقدّم لنا وجبات ترتقي لان تكون بمستوى الحدث والموقف . إن درايتنا بماهية ما يجري في مطبخ تشكيل الحكومات جعلتنا لا نفاجأ بالتشكيلة الجديدة لحكومة الخصاونة ، حيت أتت في مستوى التوقعات " المخجلة" ، وكأن أرحام الأردنيات أبت وتأبى أن تنجب رجالا يصنعون المجد والعلياء من خلال تشكيلة حكومية بوزن حكومة إنقاذ لوطن بدا جريح في سابقة لم نعهدها من قبل نظرا لتغيرات إقليمية ودولية انعكست على الوضع والأمن الداخلي برمته. لقد أمعن "الغوغائيون والأجنّديون والمبتذلون والخرافيون " ومن سبقهم من "السلطويون الفاسدين المفسدين" في الانتقاص من هيبة الوطن حتى وصل البعض منهم إلى امتهان "القيادة" في سابقة لم نعهدها من قبل ... الأمر الذي جعلنا نتحسس مواقع الألم في خاصرة هذا الوطن في ظل تراجعات على المستوى الرسمي والتعبوي . إن الأردن اليوم هو بأمسّ الحاجة إلى رجالاته الشرفاء من شتى أصولهم ومنابتهم ، لكن ما نراه لا يبشّر بالخير!!! فها هي سيمفونية "التوريث وتقاسم المناصب وتبادل الدوار و كراسي السلطة" تتكرر، حيث ثبت جليّا بان طهاة الفساد في مطبخ التشكيل لازالوا لاعبين رئيسيين في صنع القرار لا بل إنني اعتقد بأنهم يزينون "وجبات التشكيل الحكومي" لجلالة الملك وكأنها المن والسلوى أنزل فيها أمرا في قران مكنون. إننا كشعب - أراد للأسرة الهاشمية القياد ة والريادة من خلال مبايعتي الإمارة والتأسيس - ما بتنا نتقبّل هذه اللعبة بعد إن عانينا من تبعاتها كشعب وقيادة ووطن ، وبالتالي فان ما يجري هو خرق صارخ "لعقد البيعة" التي توّجت بدخول الهاشميين ارض الأردن لتحريرها وإعادة الهيبة واللحمة لها من خلال تحقيق العدل والمساواة بين ابنائها. إن ما يجري – وعلى كافة المستويات – من عمليات استئثار للسلطة والوظائف العليا والمراكز والإمعان في الفساد والإفساد والمتاجرة بمقدرات الوطن ما هو إلا تحقير لكل الأردنيين وعلى الأخص جموع العشائر بأبنائها ورجالاتها وحتى كيانها . إن عملية "إعداد تشكيلة الحكومة" يعلمها من يشكلّون الحكومات أنفسهم وهم على يقين بان تدخلات أباطرة الفساد والنفوذ وتوريث السلطة وتبادل الكراسي أصبحت روتينا مفروضا لا يمكن لأي حكومة أن ترى النور بغير هذه "المعادلة القذرة" حيث دأب جميعهم لا جلّهم على تقاسم "كعكة الوطن!!!" إرضاء لأهوائهم وشهواتهم ومصالحهم. لن أطيل في مقالتي هذه – إن استطعت !!!!- فقد سبق السيف العذل في حكومات بات الشعب يعرف تشكيلاتها قبل تولد ...لقد توقعنا أن تخرج حكومة الخصاونة كغيرها من الحكومات في ظل غياب الإرادة السياسية نحو التغيير، كيف لا وهي أعدت في نفس مطبخ حكومة – 111- وما قبلها ومن سيأتي بعدها . إن الوضع القائم في الأردن يحتاج إلى تضافر الجهود لأجل قطع الطريق على كل من يتربص في هذا الوطن شرّا، لكن ترك الأمور على "غاربها" لهو أمر مرفوض مرفوض مرفوض، فالأردن لنا جميعا وليس لفرد أو عشيرة أو حزب أو فئة، فلا هو "بكعكة "تقسّم ولا هو "بخاروف" ليولم. إن ترك الوطن بأيدي العابثين يجعلنا جميعا "نبحر"في مركب سيغرق يوما إن لم تعاد الهيبة "لقبطانه وبحارته" ، ومن هنا فاني اعتقد بان الأردن لن يحقق استقرارا سياسيا وامنيا وحتى اجتماعيا حقيقيا لطالما تطوى ملفات الفساد وتشيد أكاديميات الإفساد وتشكّل الحكومات بمطابخ "عفنة" لا تنمّ عن طهارة فكر ودراية في الادارة. لقد " تسيّد " العبثيّون المصلحيّون تجار الوطن" سدة الحكم في الأردن لعقود طويلة حتى نهبوا البلاد وأفقروا العباد وحرمونا سبل الرشاد حتى ارتفعت مديونيتنا لتصبح أكثر من 16 مليار دولار . لقد "سئمنا" كل ما يجري ولا نعلم فيما إذا كانت الأجيال القادمة من أبنائنا وأحفادنا سيقبلون بما يجري ، فأي تخطيط وإدارة تلك التي تجعلنا نقبل تناوب التوزير بالتزوير والتأمير بالتوارث و تقاسم المصالح ، من قال ذلك ومن يقبل بذلك ؟ !!!. إن بقاء الأمور على هذه الشاكلة سيجعل المخلصين الموالين الاعتياديين من أبناء الأردن يتململون "تظلّما" من واقع مشين ، وبالتالي فإنني لأخشى أن يصبح هولاء وقودا ولقمة سائغة لأصحاب الأجندة وعُرّاب اعتصامات الطرقات والشوارع . إن الحديث في " ميكانيكية وآلية تشكيل الحكومات: أمر يطول ولن ينتهي ، ولكن وضع النقاط على الحروف أصبح مهمة " ملكية " بعيدا عن طوق البطانة واذرعها من المتنفذبن في أروقة الدولة ومؤسساتها، لقد بان الأمر ملحّا بان يخرج جلالة الملك للشعب عامة والعشائر خاصة وقد سحقت حقوقهم وكرامتهم وآمالهم في مشروع سوّق على انه متحضّر ، لقد "امتهنت أفكارهم في الولاء المطلق" نتيجة الإمعان بتهميشهم وتطنيشهم وحتى الاستخفاف بهم. أخيرا وقبل أن يجف قلمي بعد أن جف " جوفي" فإنني أوجه ندائي لسيدي جلالة الملك وأقول بأنني أوصلت رسالتي هذه عشرات المرات "للأجهزة الأمنية المعنية" بذلك شفاها ومن خلال الإعلام كتابة ولكن لم يتغير شيئا وهذا يعني أن "الطريق بين المواطن وجلالتكم ليس معبدا" كما تعتقدون سيدي فقد " نخر أباطرة الاستئثار "ستر" طرائقنا إليكم فاظفروا بذات النصر للأردن ولبني قومي !!.