ملف خطير جدا بين يدي وزير التربية .. ايرفيك والملايين المهدورة

قبل عام من كتابة هذا النص خرج أحد القادة من الطراز الرفيع في وزارة التربية والتعليم ليتحدث عن مشروع ضخم سمي بإيرفيك وهي يختص حسب ما قاله المسؤول بتطوير التعليم بشتى مجالاته بحيث يتم وضع خطة تطوير وطني قاعدته المدرسة والمديرية والهدف من هذا المكون هو تطبيق عملية فاعلة للتطوير المبني على المدرسة وتطوير البيئة الفيزيائية التعلمية وذلك بتوفير مرافق تربوية ذات نوعية اقتصادية مستدامة فاعلة بحيث يتمكن الطلبة من الوصول إلى بيئات تعليمية على درجة عالية من التقدم ! ، وقد اشار في تصريحه ايضاً الى أن كلفة هذا المخطط الكبير تصل الى 410 مليون دينار أردني عداً ونقداً تشارك في تمويله عدة جهات مانحة من ضمنها دول اجنبية !. ولكن هنالك أمر هام جدا لا بد من طرحه في مشروع ضخم كهذا يمول بهذه الأموال الضخمة التي كما يبدو للجميع بأنها تذهب لخزينة وزارة التربية والتعليم ، حيث تتركز آلية العمل لهذا المشروع على الجانب النظري البحت حسب ما هو موجود في الميدان التربوي بحيث تعقد دورات في مدارس متعددة من المملكة يشرف عليها الاداريون في الوزراة و في مديريات التربية يدعى اليها معلمون واداريون وغيرهم بهدف تثقيفهم بأساليب التطوير التربوي و برامج لتطوير التعليم للأردن ، وهي مجرد محاضرات وندوات وورش عمل تقتصر على الجانب التلقيني فقط دون أي شيء أخر يذكر . و الجانب الهام جدا في هذا المشروع الورقي الذي نتمنى من وزير التربية والتعليم الجديد أن ينظر اليه بشكل جدي ومعمق يتلخص في سلبيات ضخمة تشوب هذا العمل ، وتبدأ من آلية إختيار الملقنين والقارئين للنصوص في ورش التدريب وإيصال المعلومات حيث تعتمد الآلية على إختيار رئيس قسم الإشراف التربوي في كل مديرية لمجموعة من الأسماء القادرة على هذه المهمة ولكن ما يحدث هو المزاجية والإنتقائية لدى العديد من رؤساء الأقسام في هذه العملية بحيث يقدمون معارفهم والمقربين منهم لهذه المهمة لكونها تأتي مقابل اجر مالي يقال بأنه لا يقل عن ثلاثين دينار يومياً ، وقد برزت هذه الحالة في مديرية تربية لواء الرصيفة في الزرقاء حسب ما أفاد به بعض المشاركين في هذه الدورة لدرجة أن أحد الذين وقع عليهم الإختيار قام بتدريب مجموعة من التربويين هم جميعاً اعلى منه درجة وخبرة وشهادة جامعية . مشروع إيرفيك على ما يبدو فتح شهية الكثيرين من المتربصين بالمال العام ، فالملايين التي خصصت لهذا المشروع لا يستهان بها ، ولو كانت خصصت لتحسين البنية التحتية في المدارس وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للطالب والمعلم لكان التعليم تقدم بصورة أفضل ولكن أن تهدر هذه الأموال بهذه الطريقة النظرية المملة التي مل منها الطالب والمعلم ! ، و يبدو أن في الأمر كما يقولون حكاية تخفي وراءها الكثير من المكاسب الشخصية للكثير من الباحثين عن مصالحهم الفردية سواء أكانوا في وزارة التربية والتعليم أم في المديريات ، ونحن الأن كما يعلم أهل الوزارة في مرحلة متقدمة من المشروع الذي وضع بتسلسل زمني 2009 – 2013 وهذا يعني بأننا قطعنا شوطاً كبيرا من هذا المخطط السحري ، لأن الجميع وحتى كتابة هذا النص لم يلمس أي تغيير يذكر في مستوى تحسين البيئة التربوية وهذا سيجعلنا نصل لنهاية المطاف بعد فترة من الزمن لإنتهاء المبلغ المخصص 410 مليون ونحن نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً ، فأين تذهب إذا هذه الأموال الضخمة يا معالي وزيرنا ، وهل من الممكن أن نقول بأن هنالك شك بأن تكون شبهة الفساد تحوم حول هذا المشروع ؟ وعلى ما يبدو بان الشبهة ليست إلا حقيقة والزمن سيثبت ذلك . ومن تلك القضايا التي يمكن النظر اليها بصورة قريبة في المشروع القادم الينا من حيث لا ندري هي قضية الضيافة في الدورات وهي تتلخص في تقديم وجبات غذائية وغيرها بشكل يومي على مدار الدورة المنعقدة ، حيث يقوم احد رؤساء الأقسام بالإشراف على هذه العملية ليقوم بنفسه بإحضار الفواتير اللازمة والتي خصصت لتلك الضيافة الكريمة ، وهنا ما يضع مجالاً للشك عن تلك الطريقة التي تقدم فيها الفواتير والبقية ندعها للقارئ .. ! وللأسف الشديد حدثت قصة في غاية البؤس في إحدى مديريات التربية والتعليم ، وتتلخص بقيام أحد رؤساء الأقسام المشرفين على دورة التدريب لهذا المشروع بالدخول لإحدى مدارس الإناث التي تحوي إحدى ورش التدريب وقام بمحاولة إشغال الحارس بطريقة معينة بهدف وضع مجموعة من الوجبات الغذائية في صندوق سيارته ، حينها صارحه الحارس برؤيته لفعلته الغريبة فما كان منه إلا الرد القاسي ، حيث تطور الأمر الى قيام رئيس القسم بضرب الحارس بعصا على صدره مما دفع الحارس بالتقدم بشكوى ضد الرجل ، لتبدأ حينها الضغوطات على حارس المدرسة لإسقاط حقه من أطراف متعددة من بينها مديرة المدرسة التي يعمل بها ومدير التريبة في المنطقة التي يعمل بها وهنالك معلومات تقول بان عطوفته هدد الحارس بالنقل إن بقي على رأيه . نضع هذه النقاط الهامة بين يدي معالي وزير التربية الجديد لنرى بأم أعيننا ما هو الرد على هذه النقاط الواردة في النص ، ولنتوسم الخير فلعل وعسى تمطر السماء ذهباً .