اصل الحكاية المطار .. قلق وحق


فتح المطار .. حق وخوف، ما بين الحق المشروع من قبل ادارة الازمات ووزير الصحة ولجنة الاوبئة، وحالة التباطؤ في تأجيل الاعلان عن موعد فتح المطار .. وبين حالة الانتظار المشروع ايضا من قبل عشرات الالاف في كل مكان بالعالم، ومعظمهم من ابناء الوطن الراغبين بالعودة، ليصلوا الى احضان وطنهم واهلهم، بين تردد من اسعار عالية، وفترات الحجر التي تصل الى الاسبوعين، تؤرق البعض ماديا ومعنويا، وهما امران يحق لأي قادم ان يفكر بهما ..

قضية فتح المطار .. هو الامر الذي اصبح نقطة الصفر عند الملايين، بين بحث عن معلومة ترتب اوراق الراغب بالقدوم لأرض الوطن بعد غياب طويل، وبين القلق الصحي المشروع، ليحمي نفسه وعائلته ومن حوله، وبين الوطن الذي تعب لنصل الى صفر حالات، وبين حالات متوقعة لاسمح الله ..

المطار .. الان هو محطة البحث الاولى في مؤشر الاردنيين، وسط صرخات على كافة منصات التواصل الاجتماعي تطالب بأحقية عوة الاردنيين الى بلادهم، في تلك الفترة التي تعتبر الأحوج الى عودة مغترب، او ابن، او أهل لطالما انتظروا منذ ما يزيد عن الاشهر الاربعة او حتى أكثر لاعادة الحياة العائلية والاسرية الطبيعية الى كنف عشرات الالاف من الاسر الاردنية .

فتح المطار ..يحمل في طياته سيناريوهات متعددة، بين لهفة ام تنتظر « حضن بكرها او خريجيها « وبين قلق حكومي مبرر لا بل وضروري، يقوده وزير الصحة د سعد جابر،، ولسان حاله يقول «من المصيبة، ان يذهب تعبنا هدرا بعد ان وصلنا الى بر الامان «، امر القلق مباح، فبوابة المطار خطرة ستحمل الوجع والحب وربما الفيروس بين طياتها « لكن العودة لا بد منها ولا يمكن ان يستمر اغلاق المطار لمدد أطول فمصالح الناس تعطلت وقلوب الامهات جفت شوقا ..

سيناريو اخر يقف متسائلا امام عودة محتملة للمطار، تقول بأن العائلات التي اصبحت تحمل ملف خروج بلا عودة من بعض الدول لاسباب فرضتها الكورونا، لا يمكنهم احتمال حجر الاسبوعين في حالة اشبه « بالحبس الانفرادي « والعبئ المادي لعائلة بأسرها تحمل اطفالا ومسنين، قد لا يحتملوا قضية الحجر، التي من المرجح وفقا للمعلومات ان تصل الى اسبوع واحد فقط، مرتبط بفحص مسبق للكورونا، وآخر بالمطار، وواحد عند انقضاء الايام السبعة، حتى وإن كان القادم من دول تصنف بالموبوءة ..

امر تقليل الحجر مطلوب ومباح وضروري، مع الاحتفاظ بحق الدولة وحقنا عليها ان تبقى مظلتنا الصحية محمية، ومحاطة بقرار موثق ومحكم، يمنع عودة الفيروس، ويفتح بوابة الوطن للقادم اليها شوقا وعملا ومصلحة ..

مع فتح المطارات، ومع التشدد مع اي قادم، ومع فحص « كورونا « قبل فتح باب المطار لاستنشاق هواء الوطن، ومع اعلان للناس عن موعد محدد لترتيب اوراقهم، ومع التزام للقادمين، بتعليمات الصحة، حفاظا على ذويهم ومن حولهم وبالتالي حماية الوطن ..

فتح المطار بوابة أمان للمواطن، وفسحة أمل للراغب بأن تطأ قدمه ارض الاردن شوقا، وحبا، وحضنا، فالعودة حق والصحة حق والالتزام هو الحق الاكبر، فالوطن حكايتنا، والمغترب حكايتنا، وابناؤنا هم أصل الحكاية .. فلتفتح ابواب الاردن بمسؤولية وشروط..