عجائب الخلوة الحكومية

اخبار  البلد - حازم عياد

 

أشعر بشيء من الغرابة والطرافة عند الكتابة في القضايا المحلية، وأجد صعوبة كبيرة في اختيار الموضوع المناسب، والاهم الاسلوب الانسب لمعالجة الموضوع الانسب.

أمر يدفعني للتحديق في الكمبيوتر لساعات دون فائدة، علمًا بأن الموضوع المناسب لا يحتاج إلا الى نظرة خاطفة من النافذة الى الشارع او الى حديث عابر مع صديق او متابعة المقابلات التلفزيونية وارتياد الصالونات السياسية.

ومع ذلك بقيت أحدق في الكمبيوتر الى ان وجدت تصريحات رئيس الوزراء الذي أجل وأحترم وأقدر جهوده، وجهود حكومته خصوصًا في الاشهر القليلة الماضية، ولكني بصراحة وبعد طول تأمل لم أفهم شيئًا! ما هي مخرجات الخلوة في نهاية المطاف؟

تحدث الرزاز عن نتائج الخلوة، وعن الدروس والعبر، وعن العمل كأسرة، وعن الشفافية، وعن التحديات والانجازات والمشاريع المستهدفة، وعن اليورو بوند، والمديونية، ولم أجد جديدًا في الامر فهي تقنيات قديمة! فبقيت في حيرة من امري عن الجديد في الامر بعد هذه الخلوة الحكومية.

لكنْ في خضم البحث والتأمل في خطاب الرئيس، وما تلاه من عواجل مختصرة تبعت ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، علق في ذهني موضوع واحد، ليس العودة المتوقعة للرحلات الجوية، ولا موضوع المياه او الفايبر، او حتى مطار عمان، او اليورو بوند، فهي مواضيع عادية، ولكن اللافت في نظري الشخصي كان السياحة.

نعم السياحة في زمن كورونا! دومًا تُطرح السياحة وكأنها إكسير الاقتصاد الشافي في زمن كورونا؛ وهو أمر يتناقض مع كل المعطيات والحقائق التي نعيشها؛ إذ كيف تكون السياحة المخرج في عالم موبوء؟!

وحتى لو اعتبرنا الامر مرتبطًا بالسياحة العلاجية، فنحن نتحدث عن وباء، وليس زراعة الشعر، او عمليات التجميل، او حتى القلب المفتوح. فعلًا إنه امر محير: كيف ستمثل السياحة بوابة للخروج من المأزق الاقتصادي؟! إنه أمر غير منطقي، ويحتاج الى شرح من الحكومة اكثر من مجرد حديث عن فنادق ممتلئة يشعرني بالقلق والخطر من عودة الوباء بصراحة!

وبعد طول تأمل في خطاب الرئيس، اجتاحني سؤال يتعلق بالنفط العراقي، فهي القضية الواجب أن أبحث وأتأمل فيها، وفي أسباب انقطاعه الحقيقية، هو الموضوع الاهم باعتقادي، ولكن فات الأوان بعد أن أعياني التعب والجهد في محاولة فهم الخلوة، ودواعيها ونتائجها.