أي موازين قُوى جديدة..سيُفرِزها الصراع في ليبيا وعليها؟

اخبار البلد ـ رغم ُ متابًعة دول عدیدة اقلیمیة ودولیة ما سیُ ِقدم علیه رئیس حكومة العدو الصھیوني نتانیاھو بعد یومین من الآن (الاول من تموز) في شأن «مشروع ّ الضم» ُ المنبثق عن صفقة ترمب/ نتانیاھو, فإن التراشق الإعلامي ُ المتصاعد والمتدحرج استفزازاً وتحدیا, َ محمول على حشد الجیوش واطلاق التصریحات الناریة, المترافِقة مع تلویح بحسم ُ والم ِ تدحرج استفزازاً عسكري وتحدید خطوط حمراء ُ متبادلة, بین اؤلئك الذین ما یزالون یُراھنون على ان الرئیس المصري بات ُ مصمماً اكثر من اي وقت على عدم السماح لانقرة ّ بالتحول الى جارة لمصر, في الآن ذاته الذي یُبدي اتباع تركیا وعلى رأسھم حكومة الوفاق ُ الم ّ نصب على رأسھا فایز ّ السراج رئیساً للوزراء, یُبدون شعوراً بـِ ِ «فائض قوة» ُ م َّ توھمة في ما نحسب, وبالذات بعد «الانتصارات» التي ّ سجلتھا قوات ُ المرتزقة التي جلبتھا تركیا من سوریین وتُركمان وبعض افراد الجماعات الجھادیة الإرھابیة ِ المتحالفة مع حكومة اردوغان, والعاملة بذكاء على «إنتزاع» المزید من الاوراق الجیوسیاسیة, خصوصاً على الساحة اللیبیة وشرق المتوسط. ولھذا راح ھؤلاء وبرعونة سیاسیة اقرب الى المراھقة السیاسیة, التي كان ّ یكرسھا الأخ العقید في سلوكه السیاسي والدبلوماسي ودائماً في خطاباته التي لا تقول شیئاً ولكنھا, قول كل شيء... متناقِضة وخالیة الدسم.

الناطقون باسم اردوغان یُصدرون تصریحات ناریة ویرسمون خطوطاً حمراء باسم حكومة السراج, ویشترطون «تحریر» ِ سرت َ والجفرة إذا ما أراد ُ مؤیدو خلیفة حفتر (بالمناسبة این ھو حفتر؟ وكیف اختفى الجنرال المھزوم؟الذي یُزیّن بزتھ العسكریة غیر ُ المغبَ ّرة بالنیاشین والھیئة ِ الصارمة ُ الم ِغالیة في جدّیتھا عند التقاط الصور), ان یتم الاعلان عن وقف النار، وھو أمر لا یجد قبولاً بل رفضاً صارماً من الدول الداعمة (او ھكذا تبدو، رغم انھا تُعلي من مكانة وقیمة رئیس البرلمان عقیلة صالح, الذي یتصدّر المشھد اللیبي, وإن بخطاب دبلوماسي اكثر مدعاة للإطمئنان من الاعیب ومناورات وعناد حفتر غیر ُ الم ّبرر, إن لم نقل ُ المزیّف، ما یُثیر الریبة في كل ما یجري في لیبیا...حولھا وعلیھا, ھو «الإقتراحات» التي ّ تبرع الاوروبیون والامیركیون ِ بطرحھا, فیما یكتفي عرب الیوم باصدار بیانات ُم ّكررة بصیاغات ركیكة فارغة المضمون, حول ُّ تمسكھم بـ«وحدة وسلامة الاراضي اللیبیة», وھم یعلمون ان أحداً لا یعترف بمصطلحات كھذه وإلاّ لكان العرب انفسھم تقدّموا المشھد وتَرجموا اقوالھم التي لا تعني سوى عكس ما یضمرون، وجنّبوا الشعب اللیبي ووطنھ الخراب والدمار وانعدام الأمن, والاحتمالات المفتوحة للتقسیم وعودة , المس ِ ستعمرین...قدیمھم والجدید الى الھضبة اللیبیة, لإقامة القواعد العسكریة في البر والبحر.

عرب الیوم ھم المسؤولون بالدرجة الاولى ّ عما یحدث في "الجماھیریة السابقة", وھم في معركة تصفیة الحسابات تصفیة المحمول على أحقاد شخصیة, ّ قسموا لیبیا بینھم الى معسكرات وانشأوا ّ ومولوا میلیشیات, والكید السیاسي والتربُّ واھدروا الملیارات لشراء الذمم والولاءات، ما بالك ان ُ المستعمرین الغربیین من اوروبیین وامیركیین, یغذّون صراع المحاور العربیة ویُ ّسعرون خلافاتھم, في الوقت الذي یُدركون فیھ ان َ «الخ ْ راج» سیعود الیھم في النھایة, لانھ سیتم َ , كما حدث في سوریا بعد إشعال الفتنة فیھا، والعراق عندما تم غزوه وحرب الیمن, «إخراج» العرب من اللعبة لاحقاً عندما انتھى المشھد الى تدمیر الیمن ونشر المجاعة فیھ, خصوصاً في استنزاف الأموال والموارد العربیة عبر صفقات السلاح, التي كان ثمنھا كفیلا بتحویل المنطقة العربیة ولیس الیمن وحده, الى «جنّات» على الاراض ویُغني , شعوبھا عن التسول واستجداء المساعدات.

الاوروبیون كما الامیركیون..یقترحون «حیاد» سرت والجفرة, بمعنى إخراج قوات حفتر منھا, كي تُصبح مقراً للمؤسسات الحكومیة ومكاناً للحوار والبحث عن بدائل للعبث المیلیشیاوي الدائر الان.

قبول ھذه الاقتراحات الملغومة التي یُرحب بھا - وان لم یُعلن - اردوغان, كونھا تمنحھ ورقة إضافیة للزعم ّ والتبجح, بأن لا ملف او ازمة في الشرق الاوسط وخصوصاً شرق المتوسط وسوریا والعراق, سیجد حلاً إلاّ اذا تم أخذ رأي ومصالح تركیا في الإعتبار.

المناورات السیاسیة والدبلوماسیة الدائرة الان في اكثر من عاصمة وأروقة وزارات الدفاع والخارجیة ومحورھا َ محدودة ُ ومقننة إلاّ ان الرھان بعدم تتدحرجھا الازمة اللیبیة, قد تنتھي وبأسرع مما ّ یتصور البعض الى حرب, قد تبدأ الى حرب مفتوحة بمشاركة اقلیمیة وربما دولیة,ستكون سذاجة موصوفة, ما یزید من َ المخاوف بأن موازین القوى التي ستنتج عنھا ستكون نصراً عظیماً لأكثر من طرف إقلیمي او دولي, فیما ستكون ھزیمة مدویة للطرف/ الأطراف, التي لم تدرك أبعاد وتداعیات الصراع الضاري على لیبیا وثروات المنطقة.