مطلوب استراتيجية فلسطينية لإفشال الضم

اخبار البلد - علي ابو حبلة

 

(إسرائيل) تستغل الحالة الفلسطينية الراهنة التي تتسم بصراعات فصائلية وحزبية وتنظيمية بين الفصيل الواحد أو الفصائل بعضها ببعض والانقسام الفلسطيني ما يحقق لها أهدافها وغاياتها في التوسع الاستيطاني وسياسة التهويد، وسط هذه التناقضات والخلافات تمضي قدما لتمرير مخطط الضم وفق مضمون صفقة القرن التي يرفضها الفلسطينيين، لا شك أن الصراعات الاقليمية في الشرق الأوسط والحروب المشتعلة تخدم المخطط الصهيو امريكي في التوسع الاستيطاني والتهويدي على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية والأرض الفلسطينية.

في ظل غياب استراتيجية فلسطينية وموقف عربي موحد يرقى لمستوى التحديات تمضي حكومة نتنياهو قدما في مخطط الضم التي تمهد لتمرير صفقة القرن، لتستفرد بالشعب الفلسطيني وتعزز سياسة الكنتونات الفلسطينية، قادة الفصائل الفلسطينية لم يعد بمقدورهم توحيد جهودهم ضمن مسعى يقود لتشكيل قياده فلسطينيه يكون بمقدورها تطوير القدرات الجماهيرية الفلسطينية واستثمارها في مواجهة المخططات الصهيو امريكي لافشال مخطط الضم وذلك من خلال عملية التوجيه والتصويب واتخاذ مواقف وقرارات سياسيه ترقى لمستوى المطالب الفلسطينية الشعبيه لتحقيق الأهداف الوطنية المنشودة للشعب الفلسطيني للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي.

ان حالة الجمود التي تنتاب الواقع السياسي في الأراضي الفلسطينية تلقي بظلالها على جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وانسداد الأفق أمام أية بوادر لحلحة الوضع السياسي والعودة الى طاولة المفاوضات بفعل قرار ترمب الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل ومحاولات فرض أمر واقع فيما يتعلق بالاستيطان والتهويد ويهودية الدولة وأخيرا محاولات فرض مخطط الضم.

(إسرائيل) تعمل على تقسيم الفلسطينيين المقيمين في فلسطين إلى أربعة أقسام، جغرافياً وسياسياً، للاستفراد بهم، وهي القدس، وفلسطينيي الداخل، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وتحاول تحييد والتعامل مع كل منطقة والتمييز بينهما من حيث مكانهم وقراءة واقع كل منطقة حسب ظروفها وموقفها من امكانية اندلاع انتفاضه والمشاركة فيها، والخطوات التي يجب أن تتخذها سواء بالتهدئة أو التصعيد والقمع والبطش، وفرض العقوبات الجماعية خاصة في مدينة القدس، وما نشاهده من إعدامات بدون محاكمات وقرارات قديمة جديدة بحق المقدسيين يهدف لافراغ مدينة القدس لصالح ديموغرافية المستوطنين تخوفا من الديموغرافيه الفلسطينيه التي وبحسب الخبراء تنبؤ بازياد عدد الفلسطينيين وتفوقهم على الاسرائيليين في 2030.

الفلسطينيون أمام مخطط الضم حيث تحاول حكومة نتنياهو من تمريره في ظل الوضع الفلسطيني والخلاف الفلسطيني والانقسام الفلسطيني في ظل غياب موقف عربي رادع، والسؤال الذي يطرح نفسه هل نحن في الطريق لتحقيق الوحدة يجب تحقيق الوحده وانهاء الانقسام وتشكيل رأي عام ضاغط على كل القوى والفصائل الفلسطينية لتحديد موقفها وتوحيد موقفها برؤيا وطنيه استراتجيه تخرج الفلسطينيون من حالة الضعف إلى القوة والممانعة للوقوف في وجه عدوانية (إسرائيل)، والتوقف عن حالة التردد والانتظار والاستسلام للضغوط،و اتخاذ خطوات سريعة تجاه إنهاء الانقسام، وما لذلك من انعكاس على معنويات الفلسطينيين خاصة جيل الشباب الذي يمتلك الروح والوعي الوطني الذي يتبلور بشكل عميق وواضح ضمن رؤيا وطنيه صادقه وهو يؤمن أن الفلسطينيون يقودون حركة تحرر وطني، تهدف إلى إنهاء الهيمنة الاسرائيليه وتقود للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي. وأصبح لزاما على القيادة الفلسطينية أن لا تمكن حكومة نتنياهو من الاستفراد بالشعب الفلسطيني وتمكين نتنياهو من تجيير انتفاضة الشعب الفلسطيني بوجه الاحتلال لتحقيق مكاسب سياسيه إسرائيلية تمكن نتنياهو من تحقيق مكاسب سياسيه تطيل في عمر الاحتلال.

بات مطلوبا من الجميع التوقف الفوري عن حرب الفيسبوك ومواجهة الحرب الاعلامية والابتعاد عن الخطاب التخويني بين الفلسطينيين بعضهم ببعض وتوظيف كل القدرات للشعب الفلسطيني في مواجهة السياسة التوسعية الاسرائيلية لافشال مخطط الضم وهذا يتطلب وحدة الخطاب السياسي والإعلامي ضمن استراتجية وطنية تشكل مرجعية للجميع.