أداء القطبين يثير التساؤل.. والجزيرة والجليل في قمة التفاؤل!
لقاء الفريقين يستحق عنوان (نقطة للأمام .. نقطتان للخلف) حين نجح الجزيرة في خطف نقطة ثمينة من الفيصلي المتصدر الذي بدوره خسر نقطتين مهمتين.
وبالعودة إلى أجواء اللقاء، نستطيع القول إن الجزيرة قدم أداء متوازنا في الجانبين الدفاعي والهجومي على حد سواء طوال مدة المباراة، ونجح بعد تسجيله هدف التعادل عند الدقيقة (35) في إغلاق المنافذ المؤدية إلى مرماه أمام الفيصلي الذي افتتح التسجيل عند الدقيقة (27).
ليأتي تعادل الجزيرة بطعم الفوز فيما حمل هذا التعادل نكهة الخسارة بالنسبة للفيصلي.
عموما الفيصلي وبالرغم من تقدمه بهدف مبكر سجله حسونة الشيخ عند الدقيقة (27)، إلا انه لم ينجح في المحافظة على تقدمه حيث استقبل مرماه هدف التعادل بعد (8) دقائق فقط سجله لؤي عمران، وفي هذا إشارة إلى أن الفيصلي لم يضبط عملياته الدفاعية بعد تسجيله هدف السبق مثلما هي إشارة على أن الجزيرة عزز حضوره الهجومي ونوع من خياراته لبلوغ مرمى حارس الفيصلي لؤي العمايرة لينج في أقل من (10) دقائق بإعادة المباراة إلى مربعها الأول لينتهي الشوط الأول بنتيجة (1-1).
وفي الشوط الثاني اتسم أداء الفيصلي بالنمطية وانكشفت محاولاته للوصول إلى مرمى حارس الجزيرة حماد الأسمر، الأمر الذي سهّل من مهمة الخط الخلفي لفريق الجزيرة والذي نجح في إيقاف كل محاولات الفيصلي (والتي باءت بالفشل) في هزّ شباك مرمى الجزيرة بخاصة ان الفيصلي ظلّ طوال مدة الشوط الثاني يهاجم بخيار وحيد ومكشوف، في الوقت الذي غابت عن ألعابه عمليات الاختراق من العمق الدفاعي للجزيرة الذي تحطمت أمامه محاولات الفيصلي الهجومية.
وبالرغم من التبديلات التكتيكية التي أجراها مدرب الفيصلي في الشوط الثاني إلا أن الأداء الميداني بقي على حاله ولم تثمر هذه التغيرات عن تعديل في تكتيكات الواجب الهجومي في حين أثمرت تبديلات الجزيرة عن تعزيز الواجبات الميدانية بخاصة الدفاعية منها لتنتهي المباراة بالتعادل الايجابي (1-1).
وأرخت التشكيلة التي زج بها المدير الفني للوحدات بظلالها السلبية على أداء الفريق من الناحية الفنية، فالبرغم من السيطرة الميدانية التي فرضها اللاعبون على منطقة العمليات، إلا أن هذه السيطرة لم تأت بمشاهد التهديد الحقيقي على مرمى المنشية الأمر الذي غيب الدور الهجومي لثنائي خط المقدمة محمود شلباية وأبو حويطي.
لاعبو المنشية بدورهم جاء تركيزهم الأساسي على حفظ التوازن في تنفيذ الواجبات الدفاعية بدءا من وسط الملعب، حيث لعب حسام شديفات ورفاقه في هذه المنطقة دورا مزدوجا الأول تمثل في فرض الرقابة الصارمة على تحركات نظرائهم في خط وسط الوحدات والدور الثاني تمثل في قيادة العمليات الهجومية كلما سنحت الظروف بذلك، حيث لم يكن الجانب الهجومي لدى المنشية مؤثرا على مرمى عامر شفيع بعدما تكفلت دفاعات الوحدات بتكسير أية محاولة هجومية قادها لاعبو المنشية الأمر الذي ساهم في غياب حضور مهاجمهم الصريح ديجيه عن مشاهد التهديد على المرمى.
واستكمالا للحديث فقد جاء الشوط الأول في مجمله بعيدا عن الإثارة بعدما خابت كافة المحاولات في الوصول إلى الشباك لينتهي هذا الشوط بالنتيجة التي بدأ عليه.
وفي الشوط الثاني حاول كلا الفريقين إعادة ترتيب أوراقهما الفنية بحثا عن غاية التسجيل عبر إجراء جملة من التبديلات لكن تلك التعديلات لم تسعف كلا الجانبين في تغيير صورة الأداء الذي بقي عقيما هجوميا لتشفع للوحدات الدقائق المحتسبة كبدل ضائع عندما تعرض عبدالله ذيب إلى الاعاقة من قبل حارس المنشية محمود المزايدة (نجم المباراة) لينجح بعدها حسن عبدالفتاح في ترجيح كفة فريقه بتسجيله هدف الفوز في مباراة تحتاج إلى دراسة متأنية من قبل الجهاز الفني للوحدات في ظل محاولات الفريق للحفاظ على لقب البطولة.
عموما تقدم الوحدات بهذا الفوز إلى المركز الثاني برصيد (17) نقطة مع بقاء مباراة مؤجلة يخوضها يوم غد أمام اليرموك في حين بقي رصيد المنشية عند ست نقاط.
ولم تفد نتيجة التعادل بهدف لمثله شباب الاردن والرمثا في موقعة غلبت عليها الاثارة الهجومية في مختلف مراحلها ذلك لأن التكافؤ الفني بين الفريقين ابعدها عن النتيجة المرجوة الا وهي الفوز الذي كان سيمنح صاحبه دفعة معنوية كبيرة في المواجهات القادمة بالبطولة.
العنوان الابرز للقاء كان في مسلسل الاهدار المتكرر للفرص السانحة امام المرمى وهو الذي عكس افتقادهما للمسة الأخيرة والتي تعتبر الاهم في مسيرة أي فريق كروي ذلك لأنها ترجمة عملية لجهوده في المواجهة او المواجهات التي خاضها.
ورغم التعادل الا أن مؤشرات فنية مهمة افرزتها هذه المواجهة ابرزها حفاظ الرمثا على حضوره الناضج الذي ظهر عليه الموسم الحالي رغم خروجه من دور الستة عشر لبطولة كأس الاردن، وهو الذي بسط افضلية واضحة على المجريات حتى بعدما مني مرماه بهدف شبابي مبكر حيث استطاع معادلة خصمه والتفوق عليه من النواحي الهجومي، في المقابل ظهر شباب الأردن بصورة فنية جيدة نوعاً ما مقارنة مع الحضور الفني المتواضع له في الاسابيع الماضية إذ لا ينكر المتتبع لمسيرة الفريق أنه مر بفترة صعبة في مسيرته بالموسم الراهن حيث يعود تحت قيادة المدير الفنسي المصري المعروف علاء نبيل بحلة فنية لم ينته الأخير من حياكتها بعد كونه ما زال بحاجة الى المزيد من الوقت لإنهاء هذا العمل الصعب.
بعيداً عن الاداء جاءت النتيجة سلبية نوعاً ما على كلا الفريقين فالرمثا حافظ على موقعه في المركز الرابع رصيد (15) نقطة في المقابل تقدم شباب الاردن الى المركز الخامس بعدما كان سادساً برصيد (12) نقطة وهو حصاد لا يلبي البتة تطلعات الفريق الذي يحتاج الى تسطير انتصارات دسمة لتحسين موقعه على لائحة الترتيب.
وجاءت مباراة البقعة واليرموك دون مستوى طموح الفريقين فنيا وبدنيا، مثلما جاءت دون طموح الجماهير التي شعرت بالكثير من الملل كلما تقدم زمن المباراة، وتستحق هذه المواجهة لقب (الفرص القليلة) نظرا لندرة عمليات البناء الهجومي المنظم من كلا الفريقين.
وشكل تأخر الفريقين في الدخول بأجواء المباراة تكتيكيا وخططيا، عاملا مهما تسبب في المزيد من عشوائية اللعب التي بدورها جعلت المباراة مملة إلى حد كبير.
وشكل غياب الفرص الحقيقية لتهديد المرمى في الاتجاهين السمة الأبرز لهذا اللقاء الذي انتهى شوطه الأول بالتعادل السلبي.
الشوط الثاني جاء مملا أكثر من الأول في ظل غياب الجدية عن العاب الفريقين والذي دفعت بكلاهما إلى تشديد الواجبات الدفاعية على حساب الواجبات الهجومية خشية من أن يستقبل مرماهما هدفا، وهذا بطبيعة الحال جعل العاب الفريقين محصورة في وسط الميدان الذي غابت عنه أعمال التحضير التكتيكية لتظهر مجريات ما تبقى من زمن المباراة وكأن كلا الفريقين قد اتفقا على إنهائها بالتعادل السلبي.
واثار هدف السبق الذي احرزه كفرسوم مرمى الجليل في وقت مبكر بواسطة محترفه جوزيه مارتينز في الموقعة التي احتنضها ملعب الامير هاشم بمدينة الرمثا انطباعاً عاماً بأن المباراة سائرة باتجاه فوز سهل لكفرسوم لكن المجريات التي تلت ذلك تكشفت عن طروحات مغايرة وتخللها اثارة منقطعة النظير من كلا الفريقين، لكن الجليل كان له قول آخر عندما تقدم ليطرح مشاهد هجومية ناضجة توجها احمد مرعي بالتعادل د.(19) تبع ذلك تلقي كفرسوم ضربة غير متوقعة تمثلت بخروج مهند ابراهيم بالبطاقة الحمراء مما أفسح المجال امام الجليل لبسط مشاهد السيطرة على المباراة بشكل أكثر سهولة فكان أن احرز ابراهيم سعدي وداوود ابو القاسم الهدفين الثاني والثالث قبل أن يخرج سليمان العزام بالبطاقة الحمراء بعدما منح الجليل ركلة جزاء انبرى لتنفيذها يوسف الشبول بنجاح الهدف الرابع للجليل تبعه مرعي بالخامس بعد انهيار العاب كفرسوم.
النتيجة كبيرة وغير متوقعة عند النظر الى حضور الفريقين الفني في البطولة لكنها اعطت مؤشرات ايجابية للجليل الساعي الى الاحتفاظ بمقعده في بمصاف دوري المحترفين إذ حقق جراء هذه النتيجة قفزة كبيرة على لائحة الترتيب العام حيث صعد لإحتلال المركز الثامن برصيد (6) نقاط في المقابل فإن كفرسوم وإن لم يتأثر بشكل كبير على صعيد الترتب العام وهو الذي استقر في المركز السادس برصيد (12) نقطة إلا أنه ترجع مرارة خسارة ثقيلة يفترض بالجهاز الفني دراستها للوقوف على مسبابتها والمسارعة كذلك الى تجاوزها على الشكل الامثل في قادم الاسابيع، خاصة وأن الفريق يملك عناصر مميزة لا ينقصها الكثير لنسج حضور جيد، علماً بأن الجهاز الفني سيخوض في تحدي عن انجع الاسماء القادرة على تعويض غياب لاعبين مؤثرين في الأسبوع القادم المقررة أمام العربي.
وصبت أفضلية دقائق الشوط الأول لمواجهة العربي وذات راس في مصلحة الأول بعد أداء ساهم في خروجه متقدما بهدف جاء في النصف الثاني من أحداث هذا الشوط بعد عدة محاولات صريحة لتأتي بعد ذلك محاولات لاعبي ذات راس للدخول بأجواء المنافسة على نتيجة المباراة لكن الوقت المتبقي لم يحقق هذا المطلب.
وفي الشوط الثاني اندفع ذات راس من جديد نحو المواقع الأمامية لمرمى العربي ليتمكن الفريق من تحقيق هدف التعادل في وقت مبكر يسمح للفريقين العودة للتسجيل لكن الأمر لم يحصل خاصة أمام أفضلية العربي الذي كان الأكثر جدية في البحث عن هذا التقدم ليسهم بعدها خروج لاعبه أحمد غازي في البطاقة الحمراء في تراجع الفريق نسبيا إلى الوراء لكن الدقائق الأخيرة شهدت تبادلا في الهجمات بين كلا الجانبين وسط محاولات جادة لم تأت في المطلوب لدى الفريقين ليخرج كلا منهما بنقطة رفع من خلالها ذات راس رصيده إلى (7) نقاط والعربي إلى (3) نقاط ليبقى حلم العربي في تحقيق أول انتصار حاضرا مع اسدل الستارة على مباريات الأسبوع الثامن ليبقى أيضا متذيلا للترتيب.