الفيتو الأمريكي استهتار بالشرعية الدولية
اكدنا وسنبقي نؤكد دوما على اهمية انطلاق برنامج واضح للمجتمع الدولي واتخاذ الامم المتحدة ومجلس الامن قرارات حول مساءلة حكومة الاحتلال الاسرائيلي على عدم تنفيذها قرارات الامم المتحدة ومجلس الأمن باعتبار ذلك النقطة الجوهرية في سعي القيادة الفلسطينية ومطالبها وتوجهها للمنظمة الدولية وان الشعب الفلسطيني وقيادته يطالبون بتطبيق القانون وبالحقوق المشروعة المثبتة بالحق التاريخي والسياسي والدولي والتي تم اقرارها ضمن الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن والأمم المتحدة وهي على قدر كبير من الاهمية على صعيد منح الشعب الفلسطيني حقوقه وتقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة.
أن استخدام الولايات المتحدة الامريكية لما يسمى بالفيتو يضعها في مأزق سياسي لوحدها في مواجهة الشرعية الدولية وخاصة مع تزايد مواقفها المنحازة للاحتلال والتي ليس لها علاقة بالشرعية الدولية وبات استخدام هذا القرار معيب بحق السياسة الدولية ويعكس مدى الازمة السياسية التي يعاني منها المجتمع الدولي ويتناقض مع حقوق الانسان ومبادئ ممارسة الديمقراطية وتطبيق القانون وسيادة العدالة بين الشعوب والأمم بمختلف مناطق العالم وخاصة المناطق المتنازع عليها حيث تأخذ الامم المتحد ومجلس الامن القرارات المصيرية الخاصة بها كما هو الوضع القائم في فلسطين حاليا فلا معنى للفيتو الامريكي تجاه خطط الضم وهذا يؤكد مجددا عقم السياسة الامريكية ويكشف ويفضح هذه المخططات البالية التي لا تعبر عن اي محتوى منطقي او طبيعي ممكن ممارسته.
اننا نتابع العديد من المواقف الدولية الهامة على صعيد التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية ونشهد التفاف معظم دول العالم ودعمها لمواقف القيادة الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته ضمن الحدود المعترف بها والمبنية اساسا على مبدأ حل الدولتين وان هذا الموقف يتجلى بوضوح ضمن الموقف الاوروبي الرافض لسياسة الضم والملتزم بقرارات الشرعية الدولية حيث حان الوقت الي ضرورة الانتقال الى مرحلة مساءلة الاحتلال على عدم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية من خلال امكانية استخدام العلاقات الاقتصادية والاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران وفق قرارات الشرعية الدولية.
باتت كل الخيارات مفتوحة وفي حال أقدمت حكومة الاحتلال على تنفيذ مخططات الضم فستكون هناك قرارات فلسطينية مهمة وقاسية سيدفع الجميع ثمنها ولن يكون الشعب الفلسطيني ضحية هذا العمل الهمجي لوحده وبكل تأكيد سيدفع الجميع ثمن هذا الابتزاز والاستهتار الاسرائيلي الذي يقوده نتنياهو وتكتله العنصري المسموم وان المجتمع الدولي مطالب بإنقاذ جيل بأكمله إذ أن حالة الهلع والصدمة وانعكاسات ممارسات الاحتلال العدوانية التي تخلفها سياسة الاحتلال على الشعب الفلسطيني وخصوصا الاجيال الصاعدة تعيق النمو المجتمعي وتستهدف من خلالها مستقبل الشعب الفلسطيني.
إن خطط الضم الاسرائيلية ليست وليدة اليوم وإنما هي مخطط استيطاني قائم على مصادر أكبر قدر ممكن من أراضي دولة فلسطين ليقضي نهائياً على حلم الدولة الفلسطينية ولكن ما استجد الآن أن الولايات المتحدة بقيادة ترامب أعطت الضوء الأخضر للاحتلال لينفذ خطته وهرولة البعض نحو التطبيع والانقسام وفى ظل تعاظم الموقف الدولي والتأييد الكبير لمواقف القيادة الفلسطينية والقرارات التي اتخذتها والخاصة بالانحلال والتفكك عن الاحتلال ووقف التعامل باتفاقيات اسلو نرى ان البعض يرفض ان يكون فلسطينيا ويرفض ان الوقوف بجانب الكل الوطني الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه المشروعة وفي مواجهة الاحتلال في اطار منظومة وطنية متكاملة من اجل الاستمرار بالعمل النضالي للوصول الى حقوقنا الوطنية المشروعة.
*سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية