ّطق ِ عرق...الحیاء!

عرق َ الحیاء، ھو عرق لا یرى، دقیق رفیع ذو جدار شفّاف. عرق الحیاء لدى البعض من ذوي الحساسیة العالیة، یرتبط بجھاز إنذار ذي تردّد عال ّ یصم الآذان, تنغلق على أثر أزیز صراخھ ّ كل بوابات. منافذ العیب من وإلى ضمیر وخاطر الإنسان ّ السوي. فیمنع یلجم لسانھ عن ّ كل عیب ونقیصة، یمسك یدیھ عن ّ كل أذى، یشل قدمیھ عن إلحاق أذى أو اعورار. الأھم، یمسك قلمھ ّ عما یمكن أن ّ یضر صاحب رأي أو قضیة عادلة فیخونھ أو یطعنھ بریشتھ في . ّ الظ ّ ھر. عرق الحیاء ھذا فیھ سائل یحفظ التوازن یمنع الزلل عرق الحیاء ھذا جھاز قائم بذاتھ یُخلق مع الإنسان ّ السوي، المفترض أنّھ سوي، ولا یفارقھ ّ إلا إذا ّ دمره صاحبھ. جھاز الإنذار فیھ فائق الحساسیة، ّ حساس للغایة. یستشعر النّقیصة والأذى والخفر عن بعد قرون ّ كل القرون، مھما كانت، قرن بعد قرن, لكن عیبھ أنّھ ّ حساس جدا ویأخذ على خاطره إذا عاكسھ صاحبھ ولم یمتثل لأنذاراتھ فیحورن ّثم یفقع. ھو یعطي فرصة لصاحبھ لیرتدع یشعره بخطأه عن طریق ّ ضخ الدّم في الوجھ علامة الخجل والخفر أو النّدم، ھو أنذار یرتدع یموجبھ المخطئ عن خطأه ویتراجع ولا ّ یكرره. وعكس ذلك یغور الدّم في القدمین فلا یعد ّ یصاعد إلى الوجنات، وھنا المأساة، فلا یعد بمقدرة المراقب أو صاحب ّ الشأن أن یعرف حقیقة المرء صاحب .الوجھ الأصفر ة الحیاء!؟ أذا لم ینصع صاحبھ لإنذاراتھ وقام بالعیب مّرة واثنتین ماذا لو لم ینصع صاحبھ...طنّش، تمادى في قلّ فإنّھ في الثالثة... ّ یطق العرق فنقول.. ّ طق عرق الحیاء. بمعنى أن لا إنذار ولا مانع ولا وازع من ضمیر بعد الآن ّ یتحكم بصاحب الجسد الذي حورن تماما من فقد العزیز، ففقد توازنھ مّرة واحدة وإلى الأبد. یفتضح أمر صاحبھ .ویصبح یلعب عالمكشوف من ّ أھم میّزات عرق الحیاء أنھ ذو أنفة وضمیر, وسریع العطب. ھو لا یعود یعمل أو یلتئم أن لم یتجاوب صاحبھ مع انذاراتھ. ھنا یقوم العرق بالانتقام من صاحبھ ّ العاق ذي الوجھین ّ فیطق... یفضحھ على ّ كل صعید یكشفھ ة الحیاء» بشكل مكشوف ّ ومجرس بحیث لا یأبھ. بل ة الحیاء»، یقوم صاحبھ بممارسة «قلّ ّ یجرسھ. ومن باب «قلّ یشكر الشیطان أن خلّصھ من حمل ثقیل كان یلجمھ. یشعر المفضوح بالحریّة حریّة الحركة عالمكشوف بعد أن كان یزحف في الدّھالیز یعقر ھذا یقرص ذاك ّ یضر یتآمر في غیاب التّجاوب مع عرق ّ یزن ّ یئن علیھ. في غیاب عرق . ّ الحیاء, تبان كل ّ عیوب ونقائص صاحبھ تحت الشمس شكرا عرق الحیاء، أنت عندما.. ّ تطق؛ تكشف المستور ّ لكل شریف صاحب قضیّة عادلة وأحساس مرھف ومعرفة بالرجال... في موقع الیقین أو ّ الشك، وضمیر ّ الحر لا یفوتھ ذلك. في عصرنا؛ ّ طق عرق الحیاء لدي الكثیرین، البعض من زمان وآخرون فجأة وبلا تردّد أو حساب لعقاب سوى من أبلیس طغى وتكبّر. ّ رب ضارة نافعة، فاللّعب على المكشوف یریح ّ كل صاحب ّ حق وضمیر, ھو یعرف خصمھ ویعرف ذوي الوجوه المتغیّرة كما البلیاتشو، في كل حفل كل عزاء كل میتم وكل عرس، في كل مؤامرة لھ لون وشكل جدید. فانتبھوا لعرق الحیاء في كل من .! ً تواجھونھ تعاملونھم تأمنون لھم وتشكون بھم؛ تعاملا سیاسة أو صحوبیّ َ ة؛ ط ّق ّ عرق الحیاء أو لم ّ ا.. یطق بعد؟