ازرعوا..تسلموا !
كيس تراب، كيس آخر تراب زراعي يسمونه «بتمس» تخلطهما معاً، بضعة قوارير وكلها متوفرة عند المشاتل المنتشرة في معظم المناطق، لا تحتاج غير ذلك ليكون لك حديقة في شرفتك وان لم يكن لديك شرفة فبامكانك ان تصنع من الشباك حديقة تضع فيها بضعة قوارير أو على كل شباك قوار.
تملأ هذه القوارير بالورود، قرنفل، جوري، خبيزة افرنجية التي يدوم وردها بألوانه المتعددة طيلة السنة. أما اذا كان بيتك في الطابق الارضي من عمارة او منفصلاً مع قطعة ارض ولو كانت بضعة امتار فانك تكون قد اخطات بحق نفسك واهل بيتك ان لم تزرعها بالياسمين واكليل الجبل والخزامى وانواع الشجر.
فأن تصحو على رائحة طيبة ولون مريح فان ذلك يحسن مزاجك ويجعلك تقبل على العمل والحياة بروح معطرة بالنشاط.
تقول الدراسات ان الورود تعمل على تغيير نشاط الدماغ وكيميائه للتخفيف من التوتر والإجهاد النفسي. أيضًا يساعد استنشاق الزيوت العطرية المستخرجة من الأزهار مثل الليمون والبرتقال والياسمين، في تقليل التوتر ومكافحة الاكتئاب، وهذه هي الفكرة الأساسية التي يُبنى عليها ما يعرف بالعلاج العطري أو طب الروائح القائم على استخدام الزيوت النباتية العطرية لتحسين الحالة المزاجية والصحة النفسية، وهو أحد الأشكال الشائعة للطب البديل اليوم.
ثمة مقولة ان الورود ساعدتنا على النجاة من هموم الحياة. وقد كتب الشاعر الياباني أوكاكورا كاكوزو أنه «في اليوم الذي قدم فيه الرجل باقةً من الزهور لفتاته، ارتقى درجةً في سلم التطور»، مشيرًا إلى أن البشر تعلموا مشاعر الحب من الطبيعة وجَمالها. تأخذنا وجهة النظر هذه إلى واحدة من فرضيات علم النفس التطوري الممتعة والمثيرة للاهتمام التي تعتقد أن الإنسان ينمو مع شعورٍ بالعاطفة والحب تجاه الحياة وكل ما هو حي.
قد يكون حبنا للورود نابعًا من أنها قبل ملايين السنين كانت إحدى الدلائل على الحياة وإمكانية البقاء والتكاثر. وقد شاع المفهوم عام 1984 عندما نشر عالم الأحياء الأمريكي إدوارد ويلسون كتابه الذي حمل الاسم نفسه معرفًا إياه بأنه «الميل الطبيعي تجاه كل ما هو حي»، وبتعبيرٍ آخر، ينمو الإنسان ولديه ميل فطري لكل ما هو حي وطبيعي، وهذا هو الميل الذي ساعد أسلافنا على الاستمرار بالحياة بشكلٍ أفضل من خلال حبها والتمتع بها وبما فيها من أشكال حية مثل الزهور والنباتات وروائحها وأشكالها وألوانها.
يا رجل، هل تتحدث عن الورود ونحن في زمن الكورونا والجدل القائم حول وجود الفيروس من عدمه، وهل الكورونا كذبة روج لها من يتحكمون في العالم ليعيدوا النظر في سيطرتهم بتغيير ادواتهم وينقلوا سلاحهم من الكتف الاميركي الى الكتف الصيني ؟ أم أنه فيروس خطير عجز الانسان عن ايجاد علاج له بعد ستة شهور من تفشيه في انحاء العالم وقتله الالاف من البشر ؟
لا لست رومنسياً الى هذه الدرجة ولا خيالياً منفصلاً عن الواقع، والواقع يقول ان العالم ما بعد كورونا ليس كما قبله.لذلك استبدلتُ الورود بما هو اهم في هذه المرحلة. زرعت شتلات نعنع وميرمية وفلفل وبندورة وباذنجان وغيرها. قد لاتكفي شرفة او حديقة طابق ارضي لانتاج ما نحتاجه لكن الم يقولوا «العين هي التي تأكل».
انها دعوة لأن نتوجه جميعاً وأولنا الدولة الى الزراعة بتسهيلات للمزارعين وتوفير المياه والسماد لمن يزرع ارضه. عندها نستطيع مواجهة كورونا والتصدي للعدو الذي يريد ضم الاغوار, وذلك المعتوه الذي يتشدق بانه يستطيع احتلال بلدنا بدبابتين خلال ثلاث ساعات ويشرب الكوكتيل في عبدون !!