آن الأوان لمرحلة الدولة

بعد سنين وسنين من التأسيس يجب أن نصل في يوم من الأيام إلى مرحلة الدولة التي تحكمها المؤسسية والقوانين، وأن نتجاوز مرحلة المزاج الشخصي والفردي والمصلحي. وما مررنا به في المرحلة السابقة خير دليل حينما قفز أشخاص إلى مستويات المسؤولية وأوصلونا إلى ما وصلنا إليه على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبأفكارهم وممارساتهم وصلنا إلى مرحلة أشبه بالدمار وعاثوا بممارساتهم فساداً وإفساداً واستهتاراً وها نحن جراء ذلك نلهث حتى نصلح ما تم تدميره، فهل نصلح الإدارة أم الإقتصاد أم السياسة أم العلاقات الإجتماعية أم ماذا ... إن الأمم الحية هي التي تستفيد من أخطائها إن كانت ترغب في البقاء والديمومة، وإن الشعوب الحية هي التي ترسم معالم طريقها وإن الصدق في الإنتماء والعطاء هو اللبنة الأولى لتنفيذ ذلك وليس الحل هو في تغيير الوجوه فقط بل الإعتراف أولاً بالخطأ وأن نعالجه أولاً فالمرحلة السابقة بجب أن لا تمر مرور الكرام ، فإن لم تطوى هذه الصفحة بما تستحق من جرأة في المحاسبة والمعالجة فإن أية مرحلة إصلاحية تطفو على السطح لن يكتب لها النجاح لأن دمار المرحلة السابقة كبير وعميق جداً، والحل لا يكون بعمليات جراحية واسترضائية مؤقتة ثم نعود إلى المربع الأول. لقد استفاد الألمان واليابانيون من أخطائهم عقب الحرب العالمية ووضعوا هيكليات واضحة لدولهم وحددوا الهدف حتى لا تتكرر الأخطاء السابقة ويعود شخص أو أشخاص ويدمر مقدراتهم. ان تعزيز الدور الرقابي مهم جداً لمرحلة بناء الدولة، رقابة التشريع ومؤسسات المجتمع المدني الحزبية والنقابية والإعلامية وبالتالي رقابة الشعب حتى يشعر كل منا أنه مواطن في وطن وتتحقق مقولة "إن وطني فيه معاشي وفيه كرامتي". اللهم اجعلنا من الصادقين ... عمان / منصور المجالي لواء سابق 3\10\2011