وادافوساه واحسرتاه .. يا سيدي !!
حمدا لله يا سادتي الكرام بان إنتهى مؤتمر دافوس الإقتصادي على خير وسلام وبنتاجات سيلمسها المواطن الأردني الفقير والمعدم بعد فترة قصيرة من الزمن ... ! بالفعل إنها لمهزلة ومسرحية كبيرة تدفع أجور الممثلين فيها من جيوب الأردنيين المعدمين الراكدين بأكثر من ثلثيهم تحت خط الفقر ، وللأسف ما زالت العروض تقدم في هذه الأكذوبة التي سميت بمؤتمر دافوس ، ولم نرى منه على أرض الواقع أمراً مجدياً وعملاً تطبيقياً ، فحسب علمي أن المؤتمر لا يهدف لزيادة ألممتلئة كروشهم بالأموال بل يهدف لإعانة الفقير و إعانة ذوي الدخل المحدود وتأمين فرص العمل لهم والكثير من تلك الوصايا والإتفاقيات الورقية . الذي يمقتنا في هذا الأمر هو أن معظم حديث الزعامات والساسة والإقتصاديين العباقرة يتركز في هذا المنتدى على أمور لو تحققت لكانت البشرية بألف خير ، ولكن على ما يبدو بانهم يتاجرون بالكلام والجمل المنمقة فقط ، وعلى بعد ساعات قليلة بالطائرة تقع مقديشو وما أدراكم ما مقديشو ، تلك المدينة الثكلى التي كانت ضحية الصراع المسلح وضحية الرأسماليين المتنفذين والطاغين في الأرض ، ولم نجد منهم في المؤتمر مبرراً لما حدث ، وعلى الرغم من أن هذا الملتقى الجميل يعقد منذ سنوات وأهدافه يعلمها الجميع ، و نحن ما زلنا حتى هذه اللحظة نرى تلك النتائج بعد إجتماعاتهم المطولة تتمخض عن فقر وبطالة في إزدياد مضطرد ومجاعة نراها ومجاعة لا نراها والقادم أعظم من دافوس الأبي والمقدام العظيم . أتمنى على حكومتنا العزيزة صاحبة الجاه والسلطان أن تتكرم على الشعب الأردني بإبراز ما رصد من نفقات من أجل عقد هذا المؤتمر البائس الذي أستضيف فيه أكثر من ألف ضيف على الأردن وعلى مدار أيام حسب ما هو متعارف عليه ، من حجز للفنادق و تكاليف المؤتمر المتعددة وغيرها أيضاً من تلك الأموال التي كان من الأولى لو ذهبت لجيوب الأردنيين الذين ما زالوا ينتظرون شيئاً يسرهم من هذا المؤتمر ، وهم في كل لحظة يعقد فيه هذا المؤتمر من كل عام يجدون ملكهم يخطب على المنصة و هو يتحدث برصانة وفصاحة بليغة تبرز إبرازاً فقط بان هناك معرفة بأن هناك جوع وفقر ، و ما الفائدة من ذلك لا أدري ؟! إن كان الأمر مجرد كلام وتمنيات وتطلعات ورؤى ومنى فقط ! ملكنا العزيز عبدالله الثاني نحن نرى يا سيدي بأن حديثك الدائم عن ضرورة التغيير في الوضع الإقتصادي للمواطن وضرورة تحسينه تقع في أولويات عملكم ، وفي كل كتاب تكليف لحكومة مستنسخة نجد بأنكم تشيرون الى هذه النقطة ، ولكن وللأسف الشديد نحن نسمع ونقرأ فقط يا سيدي ، فشعبك يزداد بؤساً في كل يوم ورجال الحكم من حولك يتربعون على الملايين ، و شعبك تزداد البطالة بين أبناءه لأن أموال الساسة من حولك ليست إلا للبنوك والحسابات في سويسرا ، شعبك لا يجد دخلاً مناسباً يستر به نفسه ستراً فقط و ثلة من حاشية الحكم تكنز وتتقاضى أجورا لا تصدق ، شعبك يستدين ليعلم أبناءه في الجامعات يا سيدي ومن حولك أبناءهم في الجامعات الخارجية ، شعبك يا سيدي إمتهن الكثير منهم إلتقاط قوت يومه من حاويات القمامة و من حولك في ديوانك المغمور بالشللية يتراقصون على أنغام طقطقة ظهورهم المنحنية ، وشعبك وشعبك ............ ماذا عسانا نقول غير بأننا يا سيدي نريد خبزاً و حرية فقط .